عمون - «القردون الجزائري» من أقدم الطرق التقليدية لفرد الشعر، وقد انتقلت هذه التقنية الفريدة من جيل إلى جيل، ما حافظ على تراث ثقافي غني، وطريقة طبيعية وفعالة لإدارة الشعر. لذا، فهي لا تقتصر على تعزيز الجمال، بل تعكس أيضاً العادات الراسخة في المجتمع الجزائري.

على الرغم من تطور التكنولوجيا، والوسائل المتخصصة في فرد وتمليس الشعر، ما أدى إلى اندثار بعض الطرق التقليدية، إلا أن «القردون الجزائري» ما تزال تحتفظ بمكانتها بين محبات العناية الطبيعية بالجمال.

ما «القردون الجزائري»؟
«القردون» أداة جزائرية تقليدية للعناية بالشعر، تسمح لشعركِ بالبقاء غير متشابك، وناعماً بعد ليلة طويلة من النوم، ولا تزال تستخدم بالجزائر في الوقت الحاضر، وتنتقل من جيل إلى جيل.

و«القردون»، في الأساس، شرائط مصنوعة من قماش سميك، تربط فوق ذيل حصان منخفض، ثم تتدحرج حتى الطرف، قبل ربطها مرة أخرى، ويكون القماش طويلاً بما يكفي لتتدحرج مرة ثانية حتى الجزء العلوي من ذيل الحصان.

وتضع النساء الجزائريات «القردون» بعد الاستحمام، أو تجفيف شعرهن، أو مجرد تنظيفه بالفرشاة وتفكيكه. ومع ذلك، يجب ألا يكون الشعر رطباً للغاية، والاستخدام الشائع له هو الاحتفاظ به طوال الليل، لكن بعض النساء يرغبن، أيضاً، في الاحتفاظ به خلال النهار، فهو طريقة عملية لتجنب هيشان شعركِ أثناء يوم مزدحم في المنزل.

الفائدة الرئيسية من «القردون»، هي أنه طريقة فرد للشعر «دون حرارة»، وبغض النظر عن مدى تجعده، ستحصلين على شعر أملس وناعم.

طريقة تطبيق «القردون الجزائري»:
تتضمن تقنية «القردون» استخدام مواد طبيعية وعملية دقيقة؛ لشعر مستقيم وناعم. تقليدياً، يتم تحضير مزيج خاص من الزيوت والأعشاب، وتطبيقه على الشعر لتغذيته وحمايته. وعادة يختلف التركيب الدقيق لهذا المزيج، حيث تمتلك المناطق والعائلات المختلفة وصفاتها السرية الخاصة بها، وتشمل المكونات الشائعة: زيت الزيتون، وزيت اللوز، والأعشاب العطرية المختلفة، المعروفة بخصائصها التكيفية.

بعد وضع خليط الزيت والأعشاب، يتم لف الشعر بإحكام في شرائط من القماش، عادةً، من الحرير أو القطن، وتُترك في مكانها لساعات عدة، أو طوال الليل، ويتم اختيار شرائط القماش بعناية ليس فقط لفاعليتها في فرد الشعر، لكن أيضاً لقدرتها على حماية رطوبة الشعر الطبيعية ولمعانه.

ولا تعمل هذه الطريقة على فرد الشعر فحسب، بل تمنحه أيضاً لمعاناً طبيعياً ونعومة، ما يجعله الخيار المفضل على العلاجات الكيميائية، التي تلحق الضرر بالشعر.
وعملية لف الشعر فن في حد ذاتها، فهي تتطلب الدقة والصبر؛ لضمان توزيع الشعر بالتساوي، وتثبيته بشكل آمن، وصنع اللف المحكم ضغطاً لطيفاً، يعمل على فرد الشعر دون التسبب في أي ضرر، وهذه الطريقة اللطيفة والفعالة تميز «القردون» عن تقنيات فرد الشعر الكيميائية الحديثة، التي تنطوي على مواد كيميائية قاسية، والحرارة التي تلحق الضرر بالشعر بمرور الوقت.

عودة «القردون الجزائري»:
رغم أن «القردون الجزائري» لم يندثر بشكل كبير مثل بقية الطرق التقليدية، وأساليب الجدات في العناية بالجمال، إلا أنه خلال السنوات الماضية عاد بشكل أقوى، نظراً لفاعليته الهائلة في إبعاد التشابك والهيشان، وتقليل استخدام منتجات الحرارة التي قد تتلف الشعر.

ولم تكن هذه الأسباب الوحيدة التي أدت إلى عودة «القردون»، لكن عندما اتخذه مصممو الشعر مصدر إلهام في عرض الأزياء الجاهزة لخريف 2016 في نيويورك، أرسلت شركة «Suno» عارضاتها إلى منصة العرض مرتديات نسخة ناضجة من «القردون»، على شكل لفائف شعر مخملية سوداء لافتة للنظر، بالإضافة إلى ظهور كيم كارداشيان بتسريحة شعر مماثلة، من تصميم مصفف شعر المشاهير كريس أبلتون، في حفل زفاف صديقتها.

"زهرة الخليج"