قبل عدة أشهر افتتحت إحدى شركات الطيران الأردنية خط مباشر من عمان إلى موسكو واستبشر الطلاب الذين يدرسون في الاتحاد الروسي خيرًا لما يخفف عنهم عناء السفر للوصول إلى روسيا مباشرة للالتحاق بجامعاتهم بدلاً من التنقل بين عدة مطارات.
موعد إقلاع الطائرة إلى موسكو الساعة الثامنة والنصف صباح كل يوم سبت والعودة إلى عمان من مطار موسكو الساعة الثانية بعد الظهر من نفس اليوم.
قررت السفر إلى موسكو لأسباب عائلية، وبعد تجهيز كافة الأمور المتعلقة بالسفر من فيزا وشراء تذكرة ذهاب وإياب ومتطلبات الأهل؛ غادرت المنزل الساعة الخامسة صباحًا وبعد وصولي إلى مطار الملكة علياء والانتهاء من إجراءات التفتيش المعتادة والتوجه إلى مكان إنهاء إجراءات المغادرة؛ لم أجد موقع شركة الطيران المعنية وكان المطار مكتظًا بالمسافرين المغادرين إلى جهات مختلفة. وبعد الاستفسار المتعدد من العاملين في المطار أخبرني أحدهم بأن الطائرة ستتأخر حتى الساعة الثالثة بعد الظهر. وبعد الاحتجاجات من بعض المسافرين -وخاصة من الذين سوف يغادرون إلى تركيا على طائرة أخرى من نفس الشركة- الأمر الذي أدى إلى تم استلام حقائب المسافرين والتوجه بعد ذلك إلى إحدى استراحات المطار.
في الساعة الثالثة والنصف مساءًا غادرت الطائرة إلى موسكو وكانت مليئة بالحجاج من إحدى جمهوريات روسيا الذين للأسف خسروا تذاكر سفرهم على طائرة أخرى تنقلهم إلى جمهورية في الاتحاد الروسي.
بعد وصولي إلى موسكو بعدة أيام، تم إعلامي بأنه سوف تُعقد فعالية في السفارة الأردنية في موسكو لتعريف مكاتب السياحة الروسية في الأردن وما تحتويه من أماكن سياحية وترفيهية. وفعلاً في اليوم المحدد غادرنا لحضور الفعالية في السفارة الأردنية في موسكو، وعند وصولي إلى السفارة شعرت بالفخر حيث كان الحضور مهيبًا والاستقبال حارًا من سعادة السفير الأردني، وتعرفت على بعض أعضاء السفارة الذين يمثلون الأردن وشعرت كذلك بأنني بين أهلي، ولم أجرؤ أن أبوح لما حصل لي من تأخير في مطار عمان.
استمعت إلى العرض المقدم عن الأردن وما يحتويه الأردن من أماكن تاريخية وخاصة البتراء التي هي من عجائب الدنيا والمغطس حيث تعمد السيد المسيح ووادي رم.. وما إلى ذلك من أماكن سياحية أخرى. لحسن الحظ تعرفت على ممثل شركة الطيران ونقلت له ماذا حدث لنا في مطار عمان وتمنيت عليه إعلامي إذا كان هناك تأخير في رحلة العودة إلى عمان وغادرنا السفارة مع هدايا تمثل الأردن وكذلك جميع الحضور؛ وهذا ليس بغريب عن الكرم الأردني.
وفعلاً وفي موعد مغادرتي موسكو تم التواصل مع ممثل الشركة وأعلمنا بأن الطائرة لم تغادر عمان وهناك تأخير. وفي الساعة الخامسة مساءً من ذلك اليوم غادرت المنزل إلى المطار وبعد الإجراءات المعروفة وصلت إلى بوابة المغادرين وكانت المفاجأة أعداد ليست بالقليلة كانت في الانتظار منهم طلبة وطالبات كلية الطب في إحدى جامعات الاتحاد الروسي من عمان وجرش وعجلون والسلط وحدثوني بأن أهاليم في انتظار وصولهم إلى مطار الملكة علياء حسب توقيت الرحلة المحدد سابقًا.
وأخيراً وصلت الطائرة من مطار عمان إلى مطار موسكو الساعة التاسعة مساءًا، وبعد تجهيزها للعودة إلى عمان صعد المسافرون إلى الطائرة وغادرنا موسكو ووصلنا مطار الملكة علياء الساعة الثالثة صباحا بدلا من الساعة السابعة والنصف مساءًا حسب الموعد المحدد.
لماذا هذا المقال؟؟
كيف نستطيع إقناع السائح الروسي في زيارة المعالم السياحية في الأردن إذا كانت مواعيد الخط المباشر من موسكو إلى عمان والعودة إلى موسكو غير دقيقة، لا بل تأخير لساعات طويلة.
إن إدارة الطيران علم قائم بذاته وأتمنى على القائمين لإدارة الشركة العمل على إنجاح هذا الخط وتشجيع السائح الروسي من زيارة الأردن بقناعة تامة بدلا من التوجه إلى مناطق أخرى .
شكراً لسعادة السفير في موسكو على تنظيم فعالية تشجيع السائح الروسي إلى زيارة الأردن.