لقد قامت الانتفاضة الشعبية في مصر لانتشال الانسان المصري من هوة المذلة والمهانة وتحريره من سلطة الفساد والاستبداد والتبعية وباستعادة شعب مصر لحقوق المواطنة بدأت مصر باستعادة دورها الطليعي لتفتح الطريق امام الشعوب العربية الاخرى ورافق ذلك ابراز دور الثورة تجاه نصرة فلسطين التي كان النظام المصري السابق ارادة لتعميق آلامها عبر الحصار واغلاق معبر رفح وتكريس الانقسام خدمة لاسرائيل.
ما حدث هو تطور مهم فبالاخلاص والدور الايجابي تبدل الدور السلبي وتمكن النظام الجديد في مصر من انجاز المصالحة بين حماس وفتح على اسس قوية وواضحة بما يشكل نقلة نوعية في دعم الجهود الفلسطينية وتحقيق الاهداف الوطنية عبر تكاتف كل القوى الفلسطينية في مواجهة العدوان الذي كان الانقسام الفلسطيني اكبر هدية له وذلك بانشغال السلطة وحماس في صراع محتدم وصرف الصراع مع العدو عن مجراه.
ما يهمنا هوما جرى ويجري في الاردن لان فيه تجاوزا لسلبيات المرحلة الماضية تحت وطأة تأثيرات نظام مبارك وضغوط امريكا واسرائيل على كل بلدان المنطقة لعزل حماس وفي احسن الاحوال كانت نصرة العرب لغزة المحاصرة والمنكوبة بالمجازر والحرائق محصورة في الابعاد الانسانية وليس البعد السياسي المرتكز الى خصائص المقاومة والصمود.
فقد سعى الاردن بتوجيهات من جلالة الملك الى تطوير ايجابي للعلاقة الاردنية الحمساوية وكانت هنالك خطوات في نهاية عهد الحكومة السابقة الا ان التطور لم يستمر في عهد الحكومة الجديدة , وذلك بحكم الخلفية التفاوضية حيث كان لسنوات المسؤول عن ملف التفاوضات مع اسرائيل في وزارة الخارجية وقبل ان يصبح سفيرا للاردن لفتره طويلة في تل ابيب.
وقد كان لتصريحات البخيت التي قال فيها ان الاسلامين في مصر وسوريا هم من يحرضون الاخوان المسلمين في الاردن رد فعل سلبي لانه كان يقصد حماس بالحديث عن اسلامي سوريا.
من المؤسف ان تكون عاجزين عن ترجمة توجهات جلالة الملك فيما يخص رؤيته ليكون الاردن على رأس اي تغيير ايجابي سياسي بالنسبة لفلسطين ولما كان لا بديل عن ان تنهض جهة او جهات اردنية رسمية باستيعاب حماس والسلطة معا وكذلك كل الفصائل الفلسطينية الاخرى فان شخصيات ممن يحظون باحترام ومحبة القوى الفلسطينية وعلى راسها حماس يمكن لهم ان يشكلوا جسور تواصل وكذلك هنالك شخصيات اردنية مخلصة كان لها دور مؤثر في تنظيم العلاقات بين حماس والاردن سابقا يمكن لهم ان يرفدوا هذه المهمة.
كل ما نتمناه هو ان لا ترتهن مسألة اصلاح العلاقة وتطورها مع حماس الى مواقف غير مدروسة جيدا وان يستعيد الاردن دوره الفلسطيني والعربي وفق تطلعات جلالة الملك الذي يستعجل دوران العجلة .