تتعرض الأمة الإسلامية اليوم لأشد صنوف الخطر، فقد سن الخطر مخالبه فاتكا بالأمة وديانتها وشعوبها وفكرها وهويتها حتى قست القلوب وذهبت العقول وتمزقت المهج وتعطلت البوصلة.
إن الأمة اليوم تتعرض لأشد المخاطر التي تعصف بها من كل جانب، فمن خطر التفرقة المذهبية الطائفية القطرية إلى خطر العدو الذي يستفرد بكل قطر على حدة مع غرابة مواقف الدول الشقيقة الأخرى.
فمن غزة إلى السودان إلى سوريا إلى لبنان إلى اليمن إلى الايغوار إلى الهند، يدفع كل مسلم ضريبة إسلامه اليوم ويذوق صنوف الشدائد من الجوع إلى العطش إلى الموت وإلى تمني الموت، ما الذي أوصلنا إلى ذلك؟، بعد أن كنا خير الأمم نسود الكون بأسره نعيش في كنف العزة يفتخر الآخرون بالتحدث باللغة العربية متسلحين بالقيم النبيلة، حتى أفسدت الماديات سمات قوتنا وأذابت حدود عزتنا ونزعتنا من جلدتنا وديننا فتخلينا عن هذه القيم فقست قلوبنا على بعضنا واختلفت معايير الولاء والبراء لنا وتعمقت مفاسد القلوب فينا فمن حسد إلى غل إلى حقد مدهن، حتى تسلط الذل علينا مما سلط العدو علينا فرادى كل ينظر إلى حتف الثاني، ولا حياة لمن تنادي!.
لكن عزاءنا أن النصر لهذه الأمة قريب ثابت بالقرآن، فما علينا إلا طلب الاستخدام بدل الاستبدال والتغير الذاتي أولا على المستوى الفردي بإعادة القيم المحمودة في تعاملاتنا، والله المؤلف الموحد للقلوب.