إعلانات التهنئة الرسمية .. من يدفع الثمن
فايز الفايز
08-08-2007 03:00 AM
ما نعرفه نحن أصحاب المطبوعات ، ووصلنا له من خلال تجربة مريرة مع الصحافة الجادة والصادقة ، ان هناك أسلوبين للحصول على الإعلان ، كمورد للصحيفة أو المجلة أي كان خطها ،
الأول الإستناد الى جهة ممولة تبغي نشر رسالتها ، ووضع صورتها أمام العيون ، وإما ، ان تملك المطبوعة مجموعة من الفتيات الناعمات ، على حد قول أحدهم ، مدججات بكميات من " العلكة " لا يخجل صاحب المطبوعة من أن يجلبن الإعلان بأي ثمن ، مادام هو مستفيد ، وهن مستفيدات .. ولن ننكر دور بعض الشباب والصبايا الذين درسوا تخصص التسويق ، واتقنوا كيفية إدارته ، وهذا يجلب الإعلان الشخصي عن طريق الإقناع بطريقة لائقة محترمة ، غير متزلفة ، ولا " منبطحة " .وإذا عرفنا مثلا ، ان المطبوعات التي تصدر باللغة الإنجليزية مثلا هي صاحبة الحظوة في كسب الإعلانات ، رغم قلة عدد قراءها ، سنعرف بالضرورة ، عقدة صاحب المؤسسة وطبقة الأحلام الهلامية ، الذين يأكلون في مطعم هاشم بوسط البلد ، ويتحدثون مع الخادم بلغة أهل الغرب ، والسر في امتلاكهم لتلك الإعلانات ، انهم يملكون أصلا شركات تسويق ودعاية واعلان ، وترسوا عليهم عطاءات الشركات الكبرى والبنوك في تسويق إعلاناتهم ، لذلك فهم يقومون بإصدار صحف ومجلات متخصصة ، لينشروا فيها إعلاناتهم ، وهذا يعتبر التفافا على المصداقية ، فالاعلان ومردوده وقراءه والكاسب والمانح هم فئة واحدة ، وهذا شأنهم !
أما ما نراه من إحتلال لصفحات الصحف الكبرى من إعلانات التهنئة والشكر للوزراء والمسؤولين ، وأصحاب القرار الرسمي ، مع إنه يدخل في باب النفاق الإجتماعي والرسمي ، إلا انه يدخل أيضا من نافذة الفساد .
فمن أين يدفع رئيس بلدية ، أو مدير دائرة ، أو مجلس خدمات محلي ، أو رئيس نقابة ، أو مدير عام شركة ، ثمن إعلان يصل في حده الأدنى الى مئات الدنانير ، وأحيانا الآلاف ، لماذا يتحمل المواطن ، دافع الضرائب والرسوم مصاريف " فشخرة " أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة ، وتحمل جزء من مسئولية التسيب وإضاعة المال العام .
ولو عدنا بالذاكرة قليلا ، سنتذكر الأمر الملكي الذي أصدره جلالة الملك و يمنع بموجبه ، الشكر على التعازي لشخص الملك أو افراد العائلة المالكة ، من باب التوفير على ذوي المتوفى الذي كرمهم الملك بمواساته لهم ، وتأسيس لثقافة جديدة تنتفي فيها مسألة المجاملات غير الضرورية .
من يريد أن ينشر إعلان ، فليتحمل نفقاته من جيبه الخاص ، لا ان يدخل تحت بند نفقات عامة واعلانات صحف ، ثم لماذا ينشر الشكر لكل من هب ودب ، أليست الشكر بناء على خدمة قدمها المسؤول ؟ .. إذا فالمسؤول ملزم بتقديم الخدمة دون شكر ، وهو ليس ولي نعمة المواطن .. والمسؤول أو صاحب الشرطة ، أو، أو، أو مهما كان منصبه العام .. هو مؤتمن على مصلحة الوطن والمواطن وعلى خدمته ، ويتقاضى راتب شهريا ومميزات وظيفيه ، بناء على ذلك .. والشكر المقدم له هو الإسفاف بعينه .. والأولى ان يشكر هو المواطن ، لأنه ظهره تحمل صعود الأقادم عليه حتى وصل صاحب الشأن الى مقعده ، بعد ان انحنى ظهر هذا المواطن البائس .
Royal430@hotmail.com