100 يوم .. هل تكون الولايات المتحدة بعد الانتخابات كما قبلها .. ؟!
صالح الراشد
28-07-2024 12:57 PM
غادرت كامالا هاريس مقاعد البدلاء وتحولت لقائدة للحزب الديموقراطي كبديل عن الرئيس الخَرِف بايدن، وستواجه في انتخابات غير مسبوقة في شكلها وتأثير نتائجها على الولايات المتحدة في المقام الأول وعالمياً في المقام الثاني، الرئيس السابق ترامب قائد الحزب الجمهوري، ويفضل رجال المال والأعمال ترامب على هاريس بسبب تجربتهم السيئة مع بايدن والذي تجاوز حدود المعقول في تحميل الشعب الأمريكي ضرائب كبيرة ليحصل على المال ويقدمه لأوكرانيا والاحتلال الاسرائيلي بدلاً من توفير حياة فُضلى للمواطن الأمريكي، والذي إن تحسن دخله سيزيد من عمليات الشراء التي تنعكس إيجاباً على أصحاب رأس المال، كما عمل على إطالة أمد الحروب بدلاً من أن يكون صاحب القرار في وقفها دون أن تنعكس هذه الإطالة بفائدة على البيت الأبيض بل لوثت صورته ليصبح البيت الأسود لسوء فعله أو البيت الأحمر كلون الدم المُراق في العالم.
وتختلف الانتخابات الأمريكية اليوم عن سابقاتها وكأنها أُنتحت في هوليوود كفيلم "أكشن" يحمل العديد من المفاجآت، فترامب تعرض لعملية اغتيال صورية بطلقة خدشت أذنه، ومنافسه بايدن غادر الانتخابات "في ليلة ما فيها ضوء قمر"، وهاريس أصبحت لاعب اساسي في الفريق الديموقراطي وهي معرضة لحملة تنمُر كبيرة من سليط اللسان ترامب وفريق عمله الذين يتبعون سياسة ميكافيلي القائمة على "الغاية تبرر الوسيلة"، لذا فإنهم عازمون على استخدام كافة الأسلحة والتي قد لا تدركها هاريس، وقد يغوصون عميقاً في تاريخ حياتها وآلية وصولها للمناصب، وفي مقدمتها صمتها عن عدم قدرة بايدن على إدارة الولايات المتحدة وتسببه في إلحاق الضرر بالشعب إقتصادياً وبالعالم سياسباً وعسكرياً.
وتأمل كامالا هاريس باقتلاع آخر الكهول المتنافسين على منصب الرئيس، فبعد أن أقنعت بايدن بالانسحاب تستعد لإلحاق هزيمة مذلة بالجمهوري ترامب وهي قد تكون قادرة على ذلك بفضل الروح والشخصية التي تمتلكها، وبسبب تخوف الشعب الأمريكي من غطرسة ترامب وعدم إنضباطه في القول والفعل، وهذا يشكل خطر على الحكومة الأمريكية وبالذات في مجال السياسات الخارجية التي لا يجب أن تعتمد دوماً على "البلطجة" وهي الطريقة المحببة لترامب الذي يظن أنه يمثل دور البطولة في فيلم لرعاة الأبقار، وقدمت هاريس نفسها كرافضة للإرهاب والجرائم ضد الإنسانية برفضها الاستماع لخطاب الإرهابي نتنياهو رئيس وزراء الكيان المحتل، لكنها نجحت في إرهاب ترامب بفضل الدعم الكبير الذي حازت عليه منذ اليوم لترشحها، وتأمل مواصلة الحزب الديموقراطي لإحداث التغيرات في الادارة الأمريكية فبعد أن ساهم الحزب في وصول أول رئيس أسود لمنصب الرئيس يسعى اليوم لتتويج أول سيدة بمنصب زعيمة العالم.
وتملك هاريس مواقف واضحة تجاه القضية الفلسطينية عكس ترامب راعي صفقة القرن التي تحولت لصفعة مع نهاية فترة رئاسته السابقة، فهاريس وصفت العدوان على غزة بأنه كارثة وهددت الكيان بمواجهة العواقب وطالبت بوقف الحرب وهو ما أغضب التيار النازي في حكومة الاحتلال، لكن إذا فازت في الانتخابات فان موقفها لن يكون كما في السابق بل قد يتغير وقد تحتفظ بلائاتها الخمس التي صرحت بها: "لا تهجير قسري للشعب الفلسطيني، لا إعادة احتلال لغزة، لا حصار، لا تقليص في الأراضي، لا استخدام غزة كمنصة للإرهاب"، وقد تستمر في المسير بالاتجاهات الثلاث التي حددتها وهي "إعادة إعمار البنية التحتية الحيوية في غزة، ثم تعزيز الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية وتنشيط هيكل الحكم في السلطة الفلسطينية"، وكانت قد قالت: "عندما ينتهي هذا الصراع، لن تتمكن حماس من السيطرة على غزة، ويجب أن يكون الكيان المحتل آمن ويحتاج الفلسطينيون إلى أفق سياسي مفعم بالأمل، وفرصة اقتصادية وحرية، ويجب أن تكون المنطقة على نطاق أوسع متكاملة ومزدهرة، وعلينا أن نعمل على تحقيق هذه الرؤية".
وفي مقابل هاريس يظهر ترامب عازم على الفوز بل واثق انه الرئيس القادم ويتعامل مع الجميع وفق هذا الأمر، ويتوقع العديد من المراقبين إشعال ترامب وأنصاره حرب شعواء في حال خسارته للإنتخابات، مما يجعل الشعب الأمريكي متخوف من الإنتخابات التي ستجري بعد مئة يوم من الآن، ليبقى سؤال يحيىر الجميع، هل الولايات المتحدة أعظم دولة في العالم أم أنها تحولت لجمهورية من جمهوريات الموز؟، هذا السؤال سنجد جوابه في اليوم الأول بعد الانتخابات وتحديد هوية الرئيس القادم، فهل سيكون انتقال سلمي للسلطة أم دموي.؟!!
آخر الكلام:
لا يوجد دولة تحترم نفسها وإنسانيتها تمنح الإرهابي الأكبر في العالم نتنياهو منبر ليزور الحقائق ويهين الشعب الأمريكي إلا الحكومة الأمريكية بفضل قوة "ايباك"، والمصيبة إن من تواجدوا في الكونغرس كانوا يصفقون ليثبت ان الكونغرس يضم مجموعة من تجار المواقف ولديهم كل شيء معروض للبيع حتى الكونغرس والولايات المتحدة.