ونحن نشاهد كل يوم تصاعد أعمال القتل والتدمير والتجويع التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء غزة، وارتفاع أعداد الشهداء والمصابين والتمادي الهستيري بنسف مربعات سكنية كبيرة حيث جعلها أماكن خالية وكأن لم يسكنها أحد، العالم يقف متفرجاً صامتاً، جزء منه يبارك الأعمال الوحشية واللإنسانية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ويطلق لسانه بالكذب والنفاق وهو الغرب الغير عابيء بأحوال أهل غزة، بل يتمادى بوقاحة وصفاقة بمد الاحتلال بالعتاد والسلاح وتكثيف مساعداته اللوجستية والعسكرية بل مضاعفتها كما هو الحال بالنسبة لألمانيا وبريطانيا وكندا وغيرها من الدول الغربية المنافقة.
وفي عالمنا الإسلامي فيكتفي بالشجب والاستنكار وتقديم مساعدات إنسانية لا تسمن ولا تغني من جوع وعوز وجراح أهل غزة، كل ذلك سببه العجز عن منع الاحتلال الإسرائيلي في تحكمه بالمعابر فهو الآمر الناهي فيما يدخل أو يخرج من القطاع، أحكم قبضته على كل منافذ القطاع يقصف ويدمر ويستبيح كل المحرمات، ويتبجح رئيس الوزراء الفاشل نتنياهو المهووس بالتشبث بمنصبه وخوفه من متلازمة محاكمته على قضايا فساد متهم بها بأحقيته بالحرب المجنونة على غزة، يراوغ ويلف ويدور حول صفقة تبادل الأسرى، محاولاً إفشالها بأي طريقة بمساعدة وزرائه الجبناء المتعطشين للحرب وسفك الدماء، والمضحك المبكي أنه يرفض المقترح الذي أعده هو، ثم يتبنى تعديلات على مقترحه الذي سوقه له بايدن الصهيوني المجرم، الذي أعطاه الضوء الأخضر لينفذ سياسة جز العشب في القطاع باقتراف المجازر، وجعله جحيماً لا يطاق على سكانه.
وبعد..
الجميع يقف أمام لحظة الحقيقة، وفي هذه اللحظة سيكتب التاريخ أحرفه بماء الذهب الخالص، لأولئك الذين يهبون بكل قوة وإيمان ويقين وعزيمة لإنقاذ المظلومين في غزة، يقودون شعلة الحرية والأمل لفاقديه، والأردن قادر بعون الله على أن يحمل الشعلة بل هو في طليعة حامليها، التاريخ يراقب وعينة مسلطة نحو أهل النخوة والشهامة والمروءة، سلالة الأبطال الغر الميامين، بواسل الأردن هم من يستطيعون القيام بتلك المهمة، يأخذون بيد أهل غزة المعذبين وتخليصهم من جور العدو الإسرائيلي، أهل غزة يتعشمون في رجالات الأردن الكرام من كل المشارب والمنابت، فلنكتب التاريخ نحن الأردنيون ونسبق الجمع ونرفع الألم والهوان عن إخوتنا في غزة، شيمة الفزعة وإغاثة الملهوف عودنا عليها رجال الأردن الشجعان، فيا أبناء وطني هبوا لنصرة إخوانكم في غزة، أكتبوا التاريخ أنتم لأنكم تستحقون هذا الشرف، ويليق لكم وسام العز والفخار والتباهي به أمام الخلائق أجمعين وفلسطين أنتم أولى بها من غيركم.