خدمة العلم .. تعزيز للانتماء وضرورة تخفيف المعاناة
م. وائل سامي السماعين
27-07-2024 11:31 PM
أكد وزير الاقتصاد الرقمي والريادة أحمد الهناندة، مؤخرا ، أن دفتر خدمة العلم سيكون متوفرا على تطبيق سند الحكومي "قريبا جدا". وأضاف خلال لقائه ممثلي وسائل الإعلام في وزارة الاتصال الحكومي أن الخدمة المرتبطة بدفتر خدمة العلم متوفرة حاليا بمراكز الخدمة الشاملة ومراكز القيادة العامة، لكن سيكون إلكترونيًا على سند بعد أن يجرى الانتهاء من فحصه.
هذه تعتبر خطوة ايجابية للتخفيف من معاناة الشباب ، فالبعض من اباء هولاء الشباب وخصوصا الذين ولدوا او عاشوا معظم حياتهم في اوروبا وامريكا ودول العالم الاخرى وبالكاد يعرفون اللغة العربية يعانون الامرين لعدم تمكن ابنائهم من تجديد جواز السفر، لان دائرة الاحوال المدنية حسب القانون تشترط ان يكون لديه دفتر خدمة علم مؤجل ، وهذا يتطلب بطاقة احوال مدنية رقمية ، وهذه تتطلب ان يكون الشخص متواجد شخصيا في دائرة الاحوال المدنية للالتقاط صورة رقمية للعين ومن ثم تفعيل البطاقة . هناك معاناة حقيقية لدى الفئة العمرية المطلوبة لخدمة العلم بعدم قدرتها على الحصول او تجديد جواز السفر الاردني او هوية الاحوال المدنية .....الخ .
اشار الأمير الحسين بن عبدالله الثاني في اكثر من مناسبة إلى اهمية دور خدمة العلم في تعزيز الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي، من خلال جمع الشباب من مختلف المناطق والخلفيات الاجتماعية تحت مظلة واحدة. ورأى سمو الأمير أن خدمة العلم تُساهم في تحقيق التنمية الشاملة من خلال تطوير قدرات الشباب وإعدادهم للمشاركة الفعالة في بناء الوطن.
اتفق مع رؤية سمو الامير الحسين بن عبدالله الثاني في دور خدمة العلم ، لانني اعتقد ان الهوية الوطنية الاردنية الجامعة ، تتعرض بشكل او باخر الى ضغوطات اعلامية داخلية او خارجية ، تؤثر على مختلف الفئات العمرية من الجيل الصاعد من الشباب ، بحيث اصبح التركيز على الهوية الفرعية وخصوصا في بعض وسائل الاعلام المختلفة ، حيث تقوم تلك الوسائل الاعلامية بتعزيز الهوية الفرعية للمواطن الاردني على حساب قيم المواطنة الاردنية ، وهذه مع مرور الزمن ستكون بلا ادنى شك على حساب الهوية الاردنية الجامعة التي توحد الجميع ، وهذا التأثير الاعلامي سيؤدي مع مرور الزمن الى تفكيك البنية التحتية للمجتمع . فبات واضحا لي على اقل تقدير ، ان هناك فئات تعتز باصولها على حساب الهوية الاردنية الجامعة ، وهذا اكبر خطر يتعرض له الاردن منذ نشأته .
واخيرا ، ارى ان تكون خدمة العلم مقتصرة على الشباب الاردني من خريجي المدارس الاردنية في الاردن ، ولا تتجاوز الدورات العسكرية مدة اربعة اسابيع ، وتشمل مناهج في تعزيز الهوية الاردنية لهولاء الشباب ، وبالتالي تحصينهم ضد المؤثرات الخارجية ، فلا ضرورة لفرض خدمة العلم على الشباب الاردني الذين ولدوا او يعيشون ويعملون في الغرب او دول العالم الاخرى ،لانهم بالكاد يعرفون اللغة العربية ، فالتركيز يجب ان يكون على الداخل الاردني .
waelsamain@gmail.com