عمون - رعى معالي الأستاذ الدكتور محمد طالب عبيدات وزير الأشغال العامة والإسكان الأسبق ورئيس جامعة جدارا السابق المؤتمر السنوي الثامن لمنظمة "جنا" الأكاديمية، التي تحوي العلماء والباحثين الأردنيين خريجي جامعات أمريكا الشمالية، والذي جاء بعنوان الذكاء الإصطناعي: فرص وتحديات وذلك في رحاب جامعة العلوم التطبيقية، وحضر إفتتاح المؤتمر عطوفة رئيس جامعة العلوم التطبيقية الخاصة الأستاذ الدكتورة سميحه الجراح ورئيس منظمة "جنا" الدكتور مصطفى الصالح والرئيس المؤسس لجنا الأستاذ الدكتور محمود الكوفحي وأعضاء مجلس إدارة "جنا" من داخل الأردن وخارجه وسفير جنا في الأردن الدكتور فائق الربيع وعمداء الكليات والأساتذة والطلبة في جامعة العلوم التطبيقية وجمع غفير من الأكاديميين والباحثين والطلبة والمهتمين من الأردن وخارجه.

ورحّب عبيدات في كلمة إفتتاح المؤتمر بنخبة العلماء الأردنيين الذين حضروا من مختلف أنحاء العالم، ولا سيما من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وقال جئتم أهلاً ووطئتم سهلاً في رحاب هذا الحمى العربي الهاشمي الأصيل وعرين أبا الحسين الآمن والمستقر، والذي يشكّل التعليم العالي إحدى أولوياته ونقاطه المضيئة للإستثمار بالطاقات البشرية فوق الأرض، بدليل جودة مخرجاته وكثرة وتنوّع طلبته الوافدين وصعود تصنيفاته الدولية وقصص نجاح خريجيه أمثالكم في مختلف دول العالم، بالرغم من التحديات الجم التي نواجهها في مجال توطين التكنولوجيا وتعزيز بيئة الإبتكار الجامعي وريادة الأعمال.

وحيّا عبيدات منظمة جنا لمقاصدها النبيلة التي أساسها تعزيز التواصل والتشبيك مع مؤسسات التعليم العالي الأردنية، والعمل كبيت خبرة للتدريب والتأهيل والإستشارات على سبيل التمكين وتطوير القدرات العلمية والبحثية وخدمة قطاع التعليم العالي في المملكة الأردنية الهاشمية، وأطلق تحية إجلال وإكبار لكل من ساهم ولو بقيد أُنملة في هذا الجهد الجمعي المترادف والذي يشكّل قصة نجاح أردنية بإمتياز، ودعا الجميع الحفاظ على "جنا" وتطلعاتها ورؤاها خدمة للأردن وقطاع التعليم العالي ورفده بالعلماء الأردنيين الشبّان المتسلحين بالعلوم والتكنولوجيا العصرية من أرقى جامعات العالم من أمريكا وكندا وغيرها، وقال أن أعظم خدمة تقدمونها لبلدكم الأردن هي مواصلة إستقطاب الطلبة الأردنيين لمتابعة دراساتهم العليا في أمريكا، والتشبيك مع الجامعات الأردنية لغايات البحث العلمي وتوطين التكنولوجيا وتعزيز الإبتكار والريادة والإستثمار بالإنسان الأردني المتميّز ودعمه مواءمة وتطلعات سيد البلاد جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني إبن الحسين حفظه الله تعالى.

وعرّج عبيدات على الفرص والتحديات التي تواجه تطبيقات الذكاء الإصطناعي في مختلف القطاعات ولمواجهة هذه التحديات واستغلال الفرص أكد على تعزيز التعاون الدولي والتشبيك بين العلماء والباحثين من مختلف البلدان وفقاً لما تقوم به مؤسسة جنا لتبادل المعرفة والخبرات، ودعا أن يكون هذا المؤتمر منصة مثالية لتحقيق هذا الهدف، بفضل ما يضمه من عقول نيرة وأفكار مبدعة، وأشار أننا سنشهد انتشاراً واسعاً لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، وسيتسارع في المستقبل القريب ليُصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وربما سيحاكي الذكاء الإصطناعي قدرات العقل البشري في مختلف المجالات، كما سيُسهم في تطوير تقنيات متقدمة كالروبوتات الذكية والأنظمة الذاتية التعلم والتفكير.

رئيس منظمة "جنا" الدكتور مصطفى الصالح قدم نبذة عن منظمة "جنا" وتأسيسها والهيكل العام لها وما تقدمه لأبناء الوطن من خدمات أكاديمية خدمة للوطن وأبناء الوطن وبدون مقابل كونها منظمة غير ربحية وتطوعية على سبيل مساعدة الطلبة الأردنيين والتشبيك بين العلماء الأردنيين لغايات تعضيد دورهم في خدمة بلدهم وقطاع التعليم العالي، وأكد الصالح على التعاون بين جنا ومؤسسات التعليم العالي الأردنية على سبيل مخرجات ونتائج طيبة لإستقطاب طلبة الدراسات العليا والتشبيك مع الجامعات الأمريكية لهذه الغاية دعماً للطلبة والإقتصاد الأردني.

وأكد الصالح على إستمرار أنشطة منظمة جنا الأكاديمية وإستدامة أنشطتها نظراً لإنتشارها الأفقي والعمودي حيث تحوي حالياً ما يربو عن خمس وستين ألف منتسب من أساتذة وباحثين وطلبة دراسات عليا من الأردنيين داخل الأردن وفي أمريكا الشمالية.

رئيس جامعة العلوم التطبيقية الأستاذ الدكتورة سميحه الجراح رحبت بالحضور في رحاب جامعة العلوم التطبيقية جامعة كل العرب، وقدمت نبذة سريعة عن الجامعة وما يطرح فيها من برامج والاعتمادات الحاصلة عليها والأنشطة الجامعية والطلبة الوافدين وتنوّع جنسيات الطلبة فيها والتي وصلت إلى ثمان وأربعين جنسية، وأكدت الجراح على أهمية التشبيك مع منظمة جنا وشكرت "جنا" على دورهم الفاعل في خدمة الطلبة مؤكدة الحرص على استمرار الشتاركية مع "جنا" مستقبلاً بما ينعكس إيجاباً على الطرفين، ورحّبت بإنعقاد الأنشطة في رحاب الجامعة خدمة للمجتمع المحلي والعلماء والباحثين.

سفير "جنا" في الأردن الدكتور فايق الربيع الذي قدّم حفل إفتتاح المؤتمر وتراتيبية فعالياته دعا لإخواننا في غزة بالنصر القريب مؤكداً دور الأردن الدائم والداعم ممثلاً بما يقدمه جلالة الملك المعزز وولي عهده الأمين – حفظهما الله تعالى- والقوات المسلحة الباسلة والأجهزة الأمنية والشعب الأردني تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية والوقوف لجانبها خصوصاً ما يجري حالياً على أرض غزة، وأشارإلى دور منظمة جنا والعلماء والباحثين فيها وتشبيكهم خدمة للأردن وطلبة الدراسات العليا تطوعياً دون مقابل.

وكانت محاور المؤتمر قد بدأت بعرض تقديمي قدمه عميد كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب في جامعة اليرموك الأستاذ الدكتور قاسم الردايدة ركز فيه على مفهوم الذكاء الاصطناعي في الأردن ونشر ثقافة تعليم الذكاء الاصطناعي في الأردن، وأكد على ضرورة وجود إسترتتيجية تشاركية بين القطاعين العام والخاص إنفاذاً لبرامج تطبيق الذكاء الإصطناعي، وقدّم الأستاذ الدكتور حسين العمري القادم من أمريكا من جامعة Mission College and De Anza College عرضاً عن أخلاقيات وتشريعات الذكاء الاصطناعي في التعليم الجامعي وأكد على ضرورة وجود ضوابط أخلاقية وتشريعات عالمية لضبط استخدامات الذكاء الإصطناعي، وفي المحور الثالث للمؤتمر عن السيارات ذاتية القيادة أكد الأستاذ الدكتور شادي الطعاني من جامعة University of Detroit Mercy التوجهات العالمية صوب المركبات الذكية والتي تؤشر لإستخدامات الذكاء الإصطناعي في المحاكاة البشرية، وقدّم الدكتور علي البطاينة من جامعة Norwich University الأمريكية عرضاً عن إستخدام الذكاء الإصطناعي داخل الغرف الصفية وضرورة التوجة لإستخدامات الذكاء الإصطناعي تدريجياً في التعليم لمواكبة روح العصر، وأختتمت عروض المؤتمر بالتعريج على تطبيقات الذكاء الإصطناعي في الرعاية والعلوم الصحية والتي قدمها الدكتور إياد سلطان من مركز الحسين للسرطان والذي وضّح استخدامات عصرية للذكاء الإصطناعي في تخصصات الأشعة وغيرها، وكان الحضور قد ساهموا بإثراء الحوار مع المشاركين من خلال مداخلاتهم القيمة.

وقام رئيس منظمة "جنا" بتكريم راعي المؤتمر بدرع تذكاري في نهاية المؤتمر، كما تم تبادل الدروع التذكارية مع رئيس جامعة العلوم التطبيقية، ليقوم بعدها راعي الحفل بتوزيع الدروع على المحاضرين المشاركين تقديراً لجهودهم وما تم تقديمه من عروض مميزة، وقام عبيدات بتكريم طلبة الجامعة الفائزين بمسابقة " جنا" للمشروع/ البحث المتميز التي نظمتها "جنا" لطلبة كليات الجامعة الهندسة والتمريض والصيدلة.

وتجدر الإشارة أن منظمة "جنا" تأسست عام 2015 من قبل أكاديميين ومهنيين أردنيين مقيمين في أمريكا والأردن تخرجوا من الجامعات الأمريكية والكندية، حيث تسعى منذ تاسيسها إلى عقد نشاطات وأيام علمية على شكل مؤتمرات من خلال التعاون مع الجامعات والمؤسسات الأردنية يتم التركيز فيها على محاور مهمّة تعود بالنفع على وطننا الحبيب الأردن.

وتجسيداً للرؤية الملكية السامية في تعزيز فرص التشبيك والتعاون مع مؤسسات الوطن، تحرص "جنا" دائماً على مد إيدي التعاون وتقديم الخبرة والنصح والإرشاد لكافة المؤسسات الوطنية خصوصاً الأكاديميين والطلبة في الجامعات الحكومية والخاصة على امتداد الوطن. وقد بدأت باكورة نشاطاتها العلمية منذ تأسيسها في جامعات مثل الجامعة الأردنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا والجامعة الهاشمية وجامعة إربد الأهلية هادفة بذلك إلى نشر المعرفة والعلم النافع من خلال بيوت خبرة محلية وعالمية في محاولة لربط الشرايين النابضة بالدم الأردني في جميع أنحاء العالم بقلب ينبض بحب الأردن. وكونها منظمة غير ربحية وتأكيداً لرسالتها السامية في خدمة الجميع، فإن كافة خدمات ونشاطات "جنا" تقدّم بشكل مجاني وبدون مقابل.