في مثل هذا اليوم، أحتفل بذكرى ميلاد طِفليّ الغاليين، اللذيْن جاءا إلى حياتنا في نفس التاريخ رغم الفارق العمري بينهما، إنها لحظة من اللّحظات التي تذكرني بقدرة الحياة على جمع القلوب والأرواح بطرق لا نتوقعها، حتى وإن كنتُ قاصدة أن يشتركا بنفس تاريخ الميلاد.
ابني الكبير، الذي أصبح في الرابعة عشرة من عمره، شاب خجول الآن، مميز، محبوب، مرح، ناضج، حنون، ممتنة لخالقي على كل صفاته، أما طفلي الصغير، الذي أتم اليوم عامه السابع، فهو مشاكس من الدرجة الأولى، وينبوع من البراءة والبهجة والحنان، سعيدة جدا بصفاته المتناقضة والعفوية على مدار الساعة.
ولمن لا يعلم؛ فقد قررتُ أن يكون لهذا اليوم معنى خاص بعد وفاتي، حيث أوصيت طفليّ أن يجتمعا في عيد ميلادهما كل عام، مهما كانت الظروف، ليحتفلا معًا بهذا اليوم، ويتذكرا دومًا الحب والأخوة التي تربطهما، وكيف حاربت والدتهما وتحدّت الطب - على حد وصف طبيبها - أملا بأن يلتقيا مهما أبعدتهما المسافات؛ سيّما في ظل هذا التطور التكنولوجي العاصف الذي حلّ بنا وبدت ملامحه تُفقدنا قيمة التواصل الحقيقي.
هذا اليوم ليس مجرد عيد ميلاد، بل احتفال بحب لا ينتهي، وبعلاقة أخوية ستدوم إلى الأبد بإذن الله. إنه تذكير بأننا، كأهل، نزرع بذور الحب والرعاية في قلوب أطفالنا، لتزهر في مستقبلهم وتظل مصدر قوتهم وسعادتهم.
ينال ويمان: "إن رؤية العالم من خلال عينيكما هي هدية يومية تُذكرني بجمال الحياة وبساطتها".