facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




على العود اليابس ..


د. صبري ربيحات
24-07-2024 10:13 AM

في بلادنا كل شيء مهم وكل شيء له دلالة واستخدام بما في ذلك خيط العباية والعود اليابس والكحل والرميم الثايب (الاعواد والفروع واغصان الشجيرات التي نشفت وفقدت كل علامات الحياة).

نستخدم كل هذه الموجودات ونوظفها في اشعارنا واغانينا وحكاياتنا والتشبيهات والاستعارات لنعبر عن شعورنا واحساسنا ولنركب القافية التي نبحث عنها..

العود اليابس كان له نصيب كما الوادي اليابس في اشعارنا واغانينا وحكايات الاطفال وروايات الكبار. لا اعرف من اين جاء الشاعر الذي صاغ كلمات الطقطوفة التي تقول "ع العود اليابس ..علق جاكيته ع العود اليابس". وما دلالة تعليق الجاكيت اهي للإشارة ان صاحبنا في كامل هيئته ولباسه الرسمي.. ام انه من الطبقة التي تلبس الجاكيت بخلاف الغير ممن لا يجدون حاجة الى لبسها او لا تتطلب انشطتهم الترسم.

صحيح ان الكلمات بهذه الصياغة لازمة مهمة لما يليها "جيشك يا حابس.. يا ربي تنصر.. جيشك يا حابس"

ولا اعرف اذا كان قد قصد الإشارة الى قساوة بيئتنا.

اليوم وانا اتجول في غابات الصنوبر والسنديان وأشجار السرو العملاقة ذات الخضرة الداكنة في بلدة المعشوقية المطلة على احدى اجمل البحيرات هطلت امطار غزيرة جدا وسالت الاودية والشعاب..

تذكرت الخضرة في وطني وتذكرت عجلون وحرائق الاعشاب وحزنت لوضع الأتراك فليس لديهم اعواد يابسة حيث بدى كل شيء على طول الطريق الواصل بين اسطنبول والمعشوقية فاقع الخضرة وكأننا في آذار او شباط حتى شجيرات العليق التي تتمدد على أرضية الغابات كانت يانعة واشواكها غضة.

خلال الاعوام الاخيرة أنجزت تركيا الكثير في المجالات السياسية والاقتصادية والصناعية والخدمية والتقنيات وبدأت تصنع لنفسها موقعا على خريطة المجتمعات الرائدة في العالم.

من حيث لا تحتسب جرى الهجوم على تركيا من حلفاء نظامها العلماني السابق وعطلت جاراتها محاولاتها الانضمام الى الاتحاد الاوروبي وشكك بعض العرب في نواياها وانتقد حراكها الاقليمي...

بشكل غير متوقع ومخالف لمنطق الأشياء اصبحت هذه البلاد التي اوجدت ودعمت إمبراطورية دامت لأكثر من ستة قرون وتعاقب على حكمها ما يزيد على ثلاثين خليفة وسلطان تعاني من أزمات مصطنعة لكنها بالغة التعقيد.. فالليرة التركية هوت بشكل أثر على مسيرة البلاد واوضاعها الاقتصادية ومن وقت لاخر تظهر تيارات وانشقاقات لا يجد المراقب لها سببا سوى العرقلة والتشتيت.

هذه الامبراطورية التي اخافت اعتى جيوش أوروبا وآسيا وخاضت الحرب العالمية الأولى وحققت انجازات هائلة للعالم في الزمن الصعب اقلقت الصهيونية وعملاؤهم فحاولوا محاربة نزعتها الاسلامية وجرها نحو المعسكر الغربي واعادوا الضغط على قادتها وحاولوا التحكم بارادتهم كلما اظهرت تركيا اي نية للتعبير عن هويتها الحقيقية او قول ما ينبغي أن يقال.

اليوم يلحظ الزائر لبلد الباب العالي والاستانة تبدل طفيف في المزاج التركي حيال ضيوفهم العرب ومع كل ذلك فإن رؤية حجم المآذن وارتفاع صوت الأذان وصورة الرئيس التركي وهو يرتل القرآن تطمئن الجميع بأن هذا العمق الحضاري والتراث الهائل والمجد التليد لن يكون الا ذخرا للأمة وسندات لقضياها..

تحية للشعب التركي العظيم وقيادته الإسلامية المظفرة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :