شهادة لوجه الأطياب والأحباب والأحزاب
د. عبدالله فلاح الهزاع الدعجة
24-07-2024 07:54 AM
لا يمكن لأحد مهما بلغ من الحذاقة و الفهلوة و التورية أن يرسم سردية مؤدلجة مشخصنة بأدوات فنية تعبيرية منتقاة و مستقاة ، يوظف من خلالها التاريخ ليشكل عبئا ثقيلا ينوء به مدعيه في نهاية المطاف، لتستمر مسيرة العطاء و البناء و التقدم بمسارها الطبيعي التلقائي بحكم صيرورة التطور و كأنك يا أبو زيد ما غزيت و انكسرت عصاتك من أول غزواتك .
إن مسيرة تطور الحزب الديمقراطي الاجتماعي منذ التأسيس وحتى الاندماج مع التيار التحديثي التغييري الايجابي الفعال " تيار التنمية و التحديث " وقريبا بإذن الله مع الحزب المدني الديمقراطي ، يعبر عن مسيرة ذوات رصينة مقدرة واجهت التحديات و ذللت الصعوبات و بذلت الغالي و النفيس من أجل رسالة عظيمة في هذه الحياة هي حياة أفضل للجميع و يتشارك بهذه الجهود العظيمة المضنية جميع الرفاق والرفيقات بكافة مستوياتهم التنظيمية و كافة الشركاء من المؤيدين و المؤازرين من مختلف الوان الطيف الاجتماعي و القوى المجتمعية من فنانين و مثقفين و عاملين مهرة و أكاديميين و طلبة جامعات و باحثين و نقابيين و حقوقيين و صغار الكسبة والفاعلين بالتغيير.
ومن جميع الجماهير الشعبية المؤمنة بالتغيير الفعال الحقيقي العملي على أرض الواقع الصادقة مع نفسها و مع ممثليها و الواثقة بفكرها و فلسفتها و أساليب عملها و تطبيقاتها ، و المؤمنة بالمشاركة الفعالة المتزنة و المتوازنة و المعبرة عن حقيقة الجماهير الشعبية و تاريخها العريق و مجدها التليد في هذا المجال الأهم في حياتها تخليدا و صيرورة لتطورها الحتمي .
و منذ اليوم الأول و نحن نحافظ على المنجزات و نسعى لتعظيمها عبر التراكمية المدروسة فكافحنا الشخصنة و المداخلات المؤدلجة و الانحيازات النفسية و الفكرية و الوجدانية لحساب تعميق حالة عامة لا بل صنعها من جديد كمتطلب أساسي للولوج بمرحلة التحديث السياسي بشكل فعلي ، و كشرط أساسي لنجاح و تميز نتائج التحديث ، و ذلك في ضمائر الرفاق و الرفيقات و في عقولهم وهذا من شأنه تعظيم الإنتاجية الحزبية نحو التجنيد السياسي و التأهيل الثقافي و صناعة النخب فنجحنا في أشياء و فشلنا في أشياء أخرى إلا أن المسيرة تتقدم بتسارع .
إن دفاعنا المستميت عن الروح البيضاء الشفافة الايجابية التي تسود الجو العام لتحقيق التضامن و المصلحة ، دفاع لا تهاون فيها البتة ، و لا نساوم عليه رفيقا أو صديقا أو قريبا و هذا من أهم أسس النجاح و التقدم و متابعة الأداء و تقييمه ، أما إغتيال الشخصيات و النيل من الذوات المقدرة و التشكيك بها ليصبح نمطية سائدة في المجتمع و السياسة في بلدنا ، فهذا ما عانت منه الدولة الأردنية لفترة طويلة من الزمن و أكد جلالة الملك المفدى مرارا و تكرارا على محاربة هذه الظاهرة المستفحلة بين الكثير، كواجب وطني على الجميع و كوظيفة أساسية من وظائف التربية السياسية و إشتراط مهم من إشتراطات التحديث ، لضمان جودة المسيرة و نتائجها المتوخاة .
إن احترام الكبار واجب كما إن احترام البناة الأوائل واجب و الاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية ، إلا إذا كانت دوافعه شخصية بحتة موجهة لمصلحة ضيقة فقط ، و هذا مثلب الكثيرين في هذا البلد ، الذي نسعى لتغييره بكل قوى و أدوات و مناهج علم التغيير .
إن مكافحة الزبائنية و الولاءات الشخصية و الشللية إمتهان النفس الإنسانية و جعلها سلعة رخيصة ، أهداف كبرى نسعى لتحقيقها في العقل الاجتماعي السياسي لتأسيس مرحلة عملية يهدف لها الإصلاح و التحول الديمقراطي بشكل أساسي للتغيير الثقافي و الاجتماعي و السياسي المأمول من الجميع في البلد .
و لا وجود للتقلبات المزاجية و المشاعر العاطفية الغرائزية و العلائقية المصلحية الضيقة المؤقتة ، في كل ما تقدم ذكره ، و إنما سيادة اعتبارات الكفاءة و الفاعلية و الحوار العلمي الهادف لإنتاج أفكار ومواقف و أقوال و أفعال لمتابعة المسير قدما نحو الهدف .
وسنبقى نكافح السوداوية و قوى التأثير السلبي و قوى الشد العكسي من خلال الدفاع عن كل هو غني و ثري و ذو معنى و مبنى و قيمة و شيمة في هذا البلد .
كما سنبقى ندافع عن كل ما هو جميل في هذا البلد و بالعالم الرحب ، و أول ذلك الجمال الكبير لدينا الأستاذ جميل النمري المناضل العريق الأردني بامتياز مع مرتبة الشرف و مرتبة فارس .
و الله من وراء القصد ...
* الدكتور عبدالله فلاح الهزاع الدعجة / مستشار الحزب الديمقراطي الاجتماعي .