facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شهادة لوجه الوطن والحزب والتاريخ


جمال القيسي
23-07-2024 04:53 PM

تفاجأت أمس بمقالة للأمين العام السابق للحزب الديمقراطي الاجتماعي الرفيق جميل النمري، على موقع عمون الأغر، بعنوان "تيار في قائمة واحدة"؛ وحيث تضمنت المقالة المذكورة العديد من المغالطات –مع الاحترام- التي تستوجب الردود المستقاة لا المنتقاة من مرحلة ما يزال شهودها أحياء؛ فإني وبحكم مسؤوليتي الوطنية الحزبية؛ كواحد من مؤسسي الحزب الديمقراطي الاجتماعي، وبصفتي عضو مجلس أمناء الحزب، أبادر إلى تقديم هذه الشهادة التاريخية:

لم أنتسب للحزب الديمقراطي الاجتماعي، الذي تأسس منذ العام 2016 رغم أنه يعبر عن أفكاري كنهج يمثل "الديمقراطية الاجتماعية" إلا عنوةً على يد الرفيق جميل النمري (وقد وقعت هذه الواقعة فهي إذن واقعية) أثناء زيارتي له في مقر الحزب القديم عصر يوم الخميس الموافق 22/12/2022 !

لم أنتسب إلا عنوةً؛ بسبب ملاحظات لي كثيرة معقدة ومتشعبة على الحزب وعلى الرفيق والصديق جميل النمري نفسه.

منذ مطلع العام 2020 م وضمن مضمار الجهود السياسية لتوحيد تيار الديمقراطية الاجتماعية في الأردن، بادر معالي د. طالب الرفاعي بالدعوة إلى تأسيس منتدى سياسي هدفه توحيد قوى الديمقراطية الاجتماعية، فاستجاب له عدد وازن من السياسيين المؤمنين بالمبادرة، ومنهم مع حفظ الألقاب (د. مروان المعشر، ود. محمد أبو رمان، ود. وفاء بني مصطفى، ومها الخطيب وقيس زيادين وجميل النمري، وعدنان السواعير، وسائد كراجة وبسام حدادين، وهديل عبد العزيز وبلال العزب وهيثم عريفج وغيرهم) وتم الاتفاق بيننا على الضرورة الوطنية والاستراتيجية لتوحيد التيار، وقد كان كاتب هذه السطور من أشد المتحمسين المؤسسين في ذلك المنتدى، لاسيما بعد التحاق أكثر الزملاء في المنتدى باللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية؛ الأمر الذي يعني تحديثا حقيقيا لقانوني الأحزاب والانتخاب وتعديلات دستورية تسمح للأحزاب بالتنافس في الوصول للبرلمان، وفق قواعد عادلة لا تغيّب طرفا مقنعا، ولا تدني أي خطاب على حساب آخر.

اللافت أن منتدى توحيد الديمقراطية الاجتماعية، وبعد عامين من العمل، وفي نهاية شهر مارس /3 من العام 2022 انبثق عنه مؤتمر بتنظيم من معهد السياسة والمجتمع، تألف من مائة شخصية سياسية، عبرت عن الالتفاف حول فكرة توحيد تيار الديمقراطية الاجتماعية كنهج سياسي متجذر في عشرات الدول التي تتمتع بالرفاهية ويحظى مواطنوها بالمساواة أمام القانون ضمن قيم العدالة والمواطنة المتساوية، وتعاهدنا في المؤتمر على إنجاح فكرة توحيد العمل السياسي لتجذير التيار من خلال الحزب الديمقراطي الاجتماعي.

فماذا حدث بعد ذلك؟

لم ينتسب أحد للحزب الديمقراطي الاجتماعي!

لا بل وحتى أعضاء المنتدى "تفرقوا أيدي سبأ"؛ فانخرط أعضاء كثيرون منه في أحزاب وسطية محافظة تدعي وصلا باليسار. جاملوها كثيرا لكنها جاملتهم قليلا وأنكرتهم، ولفظتهم سريعا! ورغم ذلك لم يعودوا إلى الحزب؛ بل قام فريق منهم بتأسيس (أحزاب ديمقراطية اجتماعية جديدة)!! ليس لها من وجود حقيقي في الشارع، ولا تحظى بأي حضور سياسي، وتتنازعها الانشقاقات والشخصنة والذاتية المفرطة، فيما ارتضى الفريق الآخر منهم دور القيام بممارسة (السياحة الحزبية) بين عدة تشكلات حزبية وسطية تحلم بنصف الكعكة الحزبية في البرلمان!

رغم ذلك، فقد كان لدى الأطراف السياسية، الكثير من الأسباب والدوافع التي تفسر استنكافها عن الانتساب للحزب الديمقراطي الاجتماعي بقيادة الرفيق جميل النمري، ولربما تبرر التخبط المعطل لتوحيد تيار الديمقراطية الاجتماعية منها كرموز مفترضة في هذا اللون السياسي.

من أهم الأسباب التي أبعدت هذه القوى عن فكرة الانتساب للحزب الديمقراطي الاجتماعي، حسب ما يذكر كثيرون منهم، هو تمركز قيادة الحزب الديمقراطي الاجتماعي السابقة (قبل الاندماج مع تيار التنمية والتحديث في العام 2024) في شخصية واحدة هي الأمين العام السابق للحزب وهو الرفيق جميل النمري، الذي استمر أمينا عاما و/أو رئيسا للمكتب السياسي للحزب منذ العام 2016 وحتى بداية العام 2024 وهو العام الذي نجح فيه مشروع الاندماج بين الحزب الديمقراطي الاجتماعي وحزب تيار التنمية والتحديث بقيادة الرفيق د. مصطفى الحمارنة الذي اشترط على الحزبين عدم تولي أي من أعيان الحزب و/أو الأمناء العامين السابقين لمنصب الأمين العام، كشرط أولي ونهائي للسير في مشروع الاندماج بين الحزبين، وتم التوافق على ذلك، وتم اختيار الأمينة العامة الجديدة للحزب الديمقراطي الاجتماعي الرفيقة سمر دودين من حزب تيار التنمية والتحديث، فبايعناها على قيادة الحزب الديمقراطي الاجتماعي، رغم تشبث الرفيق جميل النمري بالبقاء أمينا عاما لعام فقط تحت ذرائع متعددة!

لقد كان الاندماج مع حزب تيار التنمية والتحديث هو الحدث السياسي الأبرز في مسيرة اليسار الأردني في مرحلة التحديث. وهو اندماج حقيقي سياسي وواقعي وقانوني وليس كما يدعي الرفيق جميل النمري في مقالته أنه (استقطاب) من الحزب الديمقراطي الاجتماعي لتيار التنمية والتحديث، وقد تم الاندماج من خلال مؤتمر سياسي وطني لافت بعنوان "المؤتمر العام لإعلان الاندماج بين الحزب الديمقراطي الاجتماعي وتيار التنمية والتحديث" وذلك في 29 يناير 2024 فهل نسيت يا رفيق؟!

إن كنت نسيت سأذكرك أيضا أن حزب تيار التنمية والتحديث بكل قياداته الوازنة كان على وشك الإعلان عن التأسيس الرسمي للحزب إلا أنه آثر الاندماج مع حزبنا، وانتسب جميع أعضائه لحزبنا في يوم واحد وقد تم توثيق ذلك في الهيئة المستقلة للانتخاب، وقد تخلى هؤلاء جميعا وتنازلوا عن شعار حزبهم واسمه، تاركين لنا الشعار والاسم، قادمين للعمل الجاد وهم يحملون اثنتين وعشرين ورقة متخصصة، فقد كان أساس الاندماج لديهم البرنامج والرؤية وليس المواقع الحزبية، ووفق شرط مؤسس حزب التنمية والتحديث د مصطفى الحمارنة الآنف الذكر.

وأشهد شخصيا بحكم تواجدي في "اللجنة العليا لإتمام مشروع الاندماج" أن الرفيق الحمارنة رفض تولي اي منصب قيادي في الحزب، معلنا أنه سيتفرغ للتثقيف السياسي، فأطلق المشروع الريادي المتمثل بـ" المدرسة الحزبية" كأول مرجعية حزبية تثقيفية بين الأحزاب تعنى في التثقيف السياسي، وانخرط في ورشات المدرسة الحزبية رفقة المئات بين مدربين ومحاضرين ومشاركين من الفروع الثمانية عشر الممتدة للحزب في المملكة، إضافة إلى إشراكه للقامات السياسية والتربوية والقانونية والأكاديمية من خارج الحزب كمحاضرين ومدربين وداعمين للمدرسة الحزبية الأولى في البلاد التي هي تحت إدارة رئيس مجلس الأمناء الرفيق د. أسامة تليلان.

دعني أذكرك يا رفيق أننا بإطلاق المدرسة الحزبية على يد الرفيق مصطفى الحمارنة بتنا في الحزب الديمقراطي الاجتماعي مدافعين عن الربط المعرفي بين الفعل السياسي والفعل الأخلاقي. وقابضين على الإيمان بحقيقة مشروعنا الحزبي السياسي، وأهمية طرحنا التغييري والتأكيد على أننا لسنا في مواجهة مع أحد أو قوى سياسية أخرى مهما اختلفنا معها في البرامج والنهج. لسنا في مواجهة مع أحد بل كلنا قوى سياسية وطنية تحتكم لسيادة القانون، قد نتحالف مع القوى الأخرى حين تتقاطع رواها مع برنامج الحزب، وقد نختلف معها في محطات معينة، لكنه الاختلاف الذي يثري الحوار، ويصب في مصلحة الوطن.

إن الاندماج هو الخطوة الأولى الحقيقية الجادة والمثمرة في مشروع توحيد تيار الديمقراطية الاجتماعية. وقد كان لها الأثر الواضح في مأسسة العمل الحزبي لدينا في الحزب الديمقراطي الاجتماعي، فلم نكن قبل قدوم تيار التنمية والتحديث إلا مشروع حزب يحبو ومجموعة من الرفيقات والرفاق نتحدث في أشياء كثيرة لكنها لا تصل حدود السياسة أو العمل الحزبي الجاد!

جاء تيار التنمية والتحديث فصار الحزب الديمقراطي الاجتماعي يتحدث في السياسة تنظيرا وعمليا وواقعا ملموسا ويؤكد على قيمة الهوية الوطنية الجامعة ويلتحم في الهموم المعيشية للمواطن، عبر اثنتين وعشرين ورقة؛ تناولت مشكلات وحلول كل القطاعات الحيوية، حللت القطاعات الحيوية وفي مقدمتها قطاع الصحة والنقل والتعليم والثقافة والتربية والسياحة، وهي أوراق عكف على إعدادها نخبة من الخبرات المؤهلة من قيادات الحزب وتمت الاستعانة في بعض جوانبها بخبرات وطنية وازنة من خارج الحزب.

كنا في الحزب الديمقراطي الاجتماعي قبل الاندماج مشروع حزب.. نحلم في أن نصير حزبا .. وكنا نمشي ببطء ونتعثر .. جاء حزب تيار التنمية والتحديث فتعلمنا منه الكثير.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :