شدني تقرير جريء للزميل خالد قبيلات بثه برنامج ستون دقيقة الجمعة الماضية حول رأي المواطنين برفع أسعار المشتقات النفطية وتعديل أسعار الكهرباء ،الى درجة جعلني ادقق أكثر من مرّة في شعار القناة لأتأكد ان ما يقال هو فعلاً يبث على الشاشة الأردنية..
طيلة 43 سنة (عمر التلفزيون) لم نعتد ان نشاهد تقريراً واحداً ينتقد فيه المواطن العادي أداء الحكومة وسياستها بجرأة وصراحة ووضوح كما شاهدته في هذا التقرير تحديداً ..في السابق كان مجرد ان ترى ميكرفون التلفزيون الأردني فإنك ستهيئ نفسك العبارات التالية (يكثر خير الحكومة، السلع متوفرة، الاسعار مناسبة، المواطن يتحمل المسؤولية)..حتى يكاد ان يصدق المشاهد «الغريب» ان مواطننا لقمان الحكيم..
في هذا التقرير قال احد المواطنين بنزق:)خلي الحكومة ترجّع مصاريها من الفاسدين بدل ما يطلبوا منّا نتحمل رفع الأسعار)،وتساءل ثان عن إستراتيجية الحكومة في حال طال انقطاع الغاز المصري وانتقد سياسة (يوم بيوم)، وتحدث آخر بوضوح عن الفاسدين الكبار وعن آكلي البلد، معلناً بشجاعة انه لن يتحمل أي رفع جديد، متجاوزاً الجرأة خطاب رموز المعارضة الذي بالكاد يقولونه في الجلسات الخاصة.
من أعدّ التقرير وقدّمه يستحق الشكر كما يستحقه كذلك مدير الأخبار الذي تجرأ وبثّه مع انه كان بإمكانهم ان يبثّوا تقريراً عن موسم تكاثر «الكراكع» في عراق الأمير...كما أشكر الزميلة عبير الزبن..التي جعلت ضيفيها الوزيرين يتحدّثان عن تفاؤلهما بتجاوز الأزمة المالية بملامحٍ «بتشرّ شرّ» تشاؤم...
ولكي لا افرط بالتفاؤل أنا ايضاًَ ، آمل الا يكون هذا التقرير بيضة الديك أو «غلطة وندمان عليها» التلفزيون الأردني، كما أدعو من كل قلبي أن يحمي الله فريق الأخبار وان تستمر بهذا اللون من التقارير الاخبارية حتى لا نعود الى المربع الأول..حيث يكون انتقاد لون «بنطلون» ابن خالة وزير في الحكومات خطيئة يحتاج الى استغفار وفدو وفكّ رقبة.
**
سيدي رئيس التحرير: هل استطيع ان انتقد - انا ايضاَ- لون بنطلون ابن خالة أي وزير في الحكومة؟.
ahmedalzoubi@hotmail.com
الرأي