خرج الرئيس بايدن من السباق الرئاسي بقرار مركزي وقدم رسالة تنحيه عن مواصلة مشواره الانتخابي ببيان مكتوب، وهذا ما يعني أن قرارا كان قد اتخذ واستوجب التنفيذ ليكون الجميع في مواجهة تيار التعددية القطبية القريب من روسيا الذي يتزعمه ملك الحزب الجمهوري دونالد ترامب كما يذهب إليه بعض المحللين، وهذا ما يدل أن مضمون التغيير جاء من وحي باطني بالتصور والبيان لتكون جميع اصوات عمق الدولة الأمريكي منصبه تجاه تقديم كاميلا هاريس بنت الاستخبارات الأمريكية وريثة الرئيس بايدن ابن المخابرات لعنوان المشهد العام، بهذا تكون كاميلا هاريس استنادا لهذا التوافق رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية.
فلم يخرج الرئيس بايدن من السباق الرئاسي لدواعي صحية فحسب كما راح ليصور ذلك البعض على الرغم من مظاهر تقدمه بالسن وقد نال منه الإرهاق ما نال، إلا أن ذلك لا يعتبر سبب موجب حتى لو وصل به الامر الصحي ليكون مقعد كما كان عليه حال الرئيس روزفلت، وبالطبع لم تكن مناظرة بايدن ترامب على قناة CNN الديموقراطية وما نال خطاب بايدن بعدها من التجني والذى جاء مقرون بكثير من اللغط للحد الذى ذهب فيه إجماع الاعلام الامريكي والاوروبي ليسقط بامطاره على بايدن ويصفه بالمهزوم، حتى وصل الأمر لأعضاء حملته الانتخابية للحديث بصورة تهكمية غير مالوفة بالاوساط السياسية، وهذا ما كان امر ايضا مستغرب.
عندما راح الاعلام ليصدر أحكام ولا يتحدث برأي كما جرت العادة واخذت جملة البيان تقوم على ضرورة تنحي الرئيس بايدن كونه اخفق بمناظرة تلفزيونية مع أن هذا الإخفاق جاء بالنقاط ولم يكن ب "الضربة القاضية" كما أن الانتخابات بشكل رسمي لم تبدأ بعد ولم يكن مؤتمرات الحزب الجمهورى ولا الديموقراطي قد انعقدت فى حينها، لكن الماكينة الاعلامية ذهبت لتصوره بصور انطباعيه هزيلة لتنال من عزيمته وتضعف من قدراته بعد القرار الذى كان قد اتخذ بإخراج "بايدن وترامب" من المشهد الرئاسي، وهذا ما كنت قد ببنته فى مقال سابق حمل عنوان "بين حقيقيه البيان وواقع الأزمة" وبينت فيه دوافعه، وهذا ما كان واضح من حادثة الاغتيال وما سبقتها من عناوين تجاه الرئيس بايدن، وهو ما يمكن قراءته في بيان التنحي المكتوب الذى تم ارساله على عجل!
وبهذا يكون الاجماع الامنى والعسكرى كما يصف ذلك مراقبين قد ذهب تجاه كاميلا هاريس التي حصلت بموجبه على تأييد كامل من المحيط العام، جعلها تكون مرشحة استثنائيه توحد الحزب خلال ساعات ليكون إجماع أركان الحزب وبيعتهم وصلت اليها بطريقه ملفته ومنظمة قبل انعقاد مؤتمر الحزب الديموقراطي في الشهر القادم، عندما توحدت كل قوى الحزب وأركان قيادته من شومر واوباما وجيفرى وكلينتون كما بايدن لتكون جميعها مؤيدة لترشيح كاميلا هاريس رئيسا.
وبهذا يكون تيار السلاح قد انتصر على تيار الدولار وصوت الاستمرار انتصر على صوت الإقرار بالتعددية وستستمر معركة الولايات المتحدة في قيادة العالم من جديد على ايقاع أحادي القطبية مؤيد بقرار مركزي باطني حيث ينتظر ان يحمل تبعات قراره انعكاسات على من تم الكشف عن أهواءهم فى مناطق التأثير الإقليمية، وهنا نتحدث عن منطقة الشرق الأوسط!