انسحاب بايدن وخيارات هاريس
خالد قشوع
22-07-2024 12:22 AM
منذ الاسبوع المنصرم كان الحديث خلف الكواليس هنا في الولايات المتحدة حول ان الرئيس بايدن سوف يعلن انسحابه من السباق الانتخابي خلال عطلة نهاية الاسبوع. وربما تأخر إعلان هذا الانسحاب بهدف ترتيب أوراق الحزب الديمقراطي وهندستة بطاقة انتخابية تصمد امام ترامب ونائبه.
لم يكن فقط الاداء الضعيف للرئيس بايدن في مناظرته الاخيرة مع ترامب هو سبب انسحابه، بل ايضا لعبت محاولة اغتيال ترامب دوراً بارزا في استكمال السقوط الحر لنسب الرئيس بايدن في استطلاعات الراي. وان كانت الاصوات التي تطالب بايدن بالعدول عن ترشحه قد بدأت بالهمس بعد المناظرة التي أُريد لها ان تكون قبل الانتخابات باربعة اشهر وهو ما شكل سابقة في تاريخ الانتخابات الرئاسية.
يبدو ان النخبة الديمقراطية بقيادة اوباما وبلوسي ادركت جيدا بعد ان فضت عيدانها ان الاوان قد فات على اختيار مرشح غير هاريس سيما إنها الوريثة الشرعية لصندوق حملة الرئيس بايدين والذي يقدر بمئتي ملبون دولار، وفي حال عدم ترشحها تذهب هذه الاموال الضخمة الى لدعم لجان الانتخابات الداخلية في الولايات دون الاستفادة منها في العملية الانتخابية.
ايضا من الصعب على اي مرشح اخر ان يجهز فريق حملته ليحصل على تأييد الحزب ثم يستطيع ان يتغلب على ترامب ، مما يجعل من خيار الذهاب الى مؤتمر عام مفتوح للحزب الديمقراطي نوع من انواع الانتحار السياسي، خاصة ان المؤتمر يعقد في شيكاغو وهي ذات المدينة التي شهدت ذات الحادثة عام 1968 بعد عدول الرئيس آن ذاك ليندن جونسن عن الترشح ، مما أدى الى انقسام الحزب وفوز نيكسون في تلك الانتخابات.
ان الانقسام البيني بين نخبة الحزب الديمقراطي وبين تقدميه بحتم على هاريس اختيار نائب لها بصفات محددة حيث يجب ان يكون من احدى الولايات المتأرجحة او المحافظة ولا بد من ان بكون رجل ابيض ذو خبره، وربما يكون حاكم ولاية كنتاكي اندي بشير هو الاوفر حظا في تقاسم البطاقة مع هاريس. طبعا هذا في حالة لم يتحول المؤتمر العام للحزب الديمقراطي الى ساحة حرب مفتوحة تتبخر فيها فرص الحزب في الوحدة والحفاظ على امريكا من براثم ترامب.