عمون - بتاريخ 10 يوليو 2024 جرت في عمان مراسم تسليم 1000 طن من الطحين الأوكراني إلى قطاع غزة ضمن المبادرة الانسانية "حبوب من أوكرانيا" التي اطلقها فخامة رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، وسعادة سفيرة أوكرانيا في المملكة الأردنية الهاشمية السيدة ميروسلافا شيرباتيوك بالإضافة إلى رؤساء البعثات الدبلوماسية لفرنسا والنمسا والنرويج كدول مانحة وممثل برنامج الأغذية العالمي في المملكة شاركوا في المراسم.

وشددت سفيرة أوكرانيا في المملكة في كلمتها: "نأمل أن تساعد هذه الشحنة لشعب قطاع غزة في الحصول على الغذاء الاساسي و ستظهر تضامننا. تقف أوكرانيا مع غزة، وتدعم حل الدولتين لهذه الأزمة المستمرة منذ عقود حيث ينبغي للدولتين – فلسطين وإسرائيل – أن تعيشا جنباً إلى جنب في سلام وأمن”.

وبتاريخ 18/7/2024 وصلت الشحنة إلى قطاع غزة. وفي المجمل، ستحصل فلسطين على 7000 طن من دقيق القمح و750 طناً من زيت عباد الشمس ضمن البرنامج الانساني "الحبوب من أوكرانيا".

"على الرغم من العدوان الروسي والتهديد المستمر بمزيد من الهجمات على الشعب الأوكراني، فإننا نبقى حازمين على دعم أولئك الذين يعانون أيضًا. وسنواصل بذل كل ما في وسعنا من أجل ضمان عدم معاناة ضحايا الحرب في فلسطين من الجوع"- وقال أندريه يرماك، رئيس مكتب رئيس أوكرانيا، في بيانه الذي نشره الموقع الالكتروني الرسمي لرئيس أوكرانيا في 18 يوليو 2024.

وقبل الغزو العسكري واسع النطاق للاتحاد الروسي على أراضي أوكرانيا ذات السيادة في عام 2022، كانت أوكرانيا تنتج سنويًا الغذاء ل400 مليون من الناس وذلك تمثل 47% من السوق العالمية لزيت عباد الشمس و17% من الشعير و14% من الذرة و 10%من القمح. وفي البلدان مثل لبنان والهند والعراق والصين شكلت بعض المنتجات الزراعية من أوكرانيا أكثر من 50% من الواردات. لا توجد دولة قادرة على استبدال أوكرانيا بغذائها خلال السنوات الأربع أو الخمس القادمة.

إن الحرب الروسية ضد أوكرانيا لا تجلب الموت للأوكرانيين فحسب. من خلال تدمير البنية التحتية لموانئ أوكرانيا ومحطات الحبوب بهجمات صاروخية دقيقة، تمكنت روسيا من أن تجعل ما لا يقل عن 70 مليون شخص في جميع أنحاء العالم إلى حافة المجاعة. وهذا دليل مباشر على جرائم ضد الإنسانية: ففي حين أن هناك بلدان تعاني من الجفاف، ونقص الغذاء، وارتفاع الأسعار، فإن روسيا تدمر بشكل واضح المواد الغذائية التي يمكن أن تطعم الملايين من الناس.

نتيجة للعدوان العسكري الروسي واسع النطاق، تم تدمير حوالي 30% من إجمالي إمكانات القطاع الزراعي في أوكرانيا، واحتلال ما يقرب من 20% من الأراضي الزراعية. في المجموع، تضرر 215 من مرافق البنية التحتية للموانئ. وانخفضت صادرات شحنات الحبوب إلى دول آسيا وإفريقيا وأوروبا بنحو 3 ملايين طن شهريًا. وشنت روسيا أكثر من 30 هجومًا استهدفت تدمير البنية التحتية للموانئ في منطقة أوديسا. وسرقت روسيا من الأراضي الأوكرانية المحتلة ملايين الأطنان من الحبوب تبلغ قيمتها حوالي مليار دولار أمريكي، وتواصل استخدام الغذاء كسلاح.

بحثاً عن مخرج من أزمة الغذاء العالمية التي سببتها روسيا ووفاءًا بالتزامات أوكرانيا كضامن للأمن الغذائي العالمي حتى على الرغم من الوضع المزري فيها طرح الرئيس فولوديمير زيلينسكي المبادرة الإنسانية "حبوب من أوكرانيا" خلال القمة الدولية للأمن الغذائي في كييف في 26 نوفمبر 2022. والأمن الغذائي هو أيضًا أحد النقاط العشرة في صيغة السلام لأوكرانيا التي قدمها الرئيس زيلينسكي.

وفي إطار البرنامج الذي ينفذ بالشراكة مع برنامج الغذاء العالمي، أرسلت أوكرانيا أكثر من 221 ألف طن من المنتجات الزراعية إلى الصومال وإثيوبيا وكينيا واليمن وموريتانيا ونيجيريا والسودان وجيبوتي وموزمبيق وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وسيتوسع البرنامج وسيشمل بلدانًا أخرى.

وتنص آلية البرنامج “الحبوب من أوكرانيا” على الشراء المباشر للمنتجات الزراعية من قبل الدول المشاركة من الشركات الأوكرانية ونقلها إلى الدول التي على حافة المجاعة.

يخصص شركاء أوكرانيا الذين انضموا إلى البرنامج أموالاً لشراء سفن محملة بالحبوب الأوكرانية والتي سيتم شحنها إلى الأشخاص والبلدان الأكثر ضعفاً مجانًا. وتخصص أوكرانيا أيضًا تمويلًا لهذا الغرض من ميزانيتها التي تمزقها الحرب. يمكن لأية دولة أو منظمة غير حكومية أو شركة خاصة الانضمام إلى البرنامج الانساني "الحبوب من أوكرانيا".

وكجزء من البرنامج، أنشأت أوكرانيا أيضًا مجموعة التنسيق الدولية لمنع الجوع، والتي تضم ممثلي الحكومات والشركات والجمعيات الخيرية التي يمكنها التأثير بشكل مباشر على الاحتياجات الغذائية لملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم. وسوف تقوم مجموعة التنسيق بوضع خارطة طريق عمل عالمية مشتركة لمنع أزمة الغذاء العالمية من التفاقم.

ويقوم برنامج الغذاء العالمي بالتعاون مع أوكرانيا والدول المانحة بتحديد المستفيدين من الحبوب الأوكرانية من بين البلدان التي تعاني من نقص حاد في الغذاء.

إطعام العالم له معنى عميق بالنسبة للأمة الأوكرانية التي نجت من الإبادة الجماعية عن طريق قتل بالتجويع الذي ارتكبتها ستالين والاتحاد السوفيتي قبل 90 عامًا. ويحيي الأوكرانيون سنويا بذكرى 4.5 مليون من ضحاياه. واليوم، بسبب الحرب الروسية ضد أوكرانيا، يعاني الناس في أجزاء أخرى من العالم من نقص الغذاء وارتفاع أسعار المواد الغذائية، فإن أوكرانيا لن تسمح لروسيا بتكرار هذه الجريمة سواء لنفسها أو لدول أخرى، لذلك يجب أن تستمر إمدادات الحبوب وستستمر.