صديقي القديم زميل صحيفة العرب اليوم الاستاذ سميح المعايطة :
لم ينقطع الود بيننا ولن ينقطع فقد تعلمنا نظريا وعمليا أن اختلاف الرأي لا يفسد الود.
لقد كتبنا افضل مقالاتنا على صفحات (العرب اليوم ) عندما كان طيب الذكر الاستاذ طاهر العدوان رئيسا للتحرير ، ثم التقينا عبر شاشة التلفزيون الاردني لك برنامج أسبوعي حواري (مواجهة ) ولي برنامج مثله (شؤون اردنية ) وحين استضفت في برنامجي المرحوم نذير رشيد في حلقتين مسجلتين رفض التلفزيون بثهما بأمر من رئيس الوزراء فقدمت استقالتي من اي برنامج ومنذ ذلك الحين لم أظهر على شاشة التلفزيون في أي استضافة لو لدقائق واستمر برنامجك لسنوات بعدها.
ذات مساء وكان موعد برنامجي على الهواء مباشرة الح وزير الإعلام أن نرد على محطة الجزيرة التي بثت قبلها بايام حلقة وثائقية اساءت للأردن اساءات بالغة ، ولم أجد يومها من السياسيين والوزراء السابقين والكتاب من يقبل أن يشارك في الحلقة ، فابلغت الوزير فكان جوابه ( دبر حالك لحالك ولازم تطلع الحلقة ) فاشترطت فتح الاتصالات الهاتفية على الهواء بحرية وبالفعل خرجت على الهواء وتركت العنان لاتصالات الأردنيين بحرية كاملة ، وكانت حلقة عفوية رائعة ، وكانت النتيجة أن أسمي بالذات (بلاك ليست ) لدى الجزيرة منذ سنوات طويلة والى ما قبل أسابيع ، وحين كنت عضوا في مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان نسب الباشا احمد عبيدات (رئيس المجلس ) أنذاك اسمي لتمثيل المجلس في مؤتمر يعقد في قطر ، فلم تمنحني السفارة التأشيرة. ولم ادخل أرض الشقيقة قطر الا خلال مباريات كأس العالم.
لم نكن انا وانت في صفوف المعارضة مثلما لم نكن في حلقة ( الدبكة العمياء ) ، كان سقف حرية الكلمة مرتفعا بشفافية وحياد وموضوعية.
أما اليوم فإن سقف حرية الكلمة متحرك فهو يرتفع عاليا حين تؤيد ويهبط سريعا إلى مستوى سطح الأرض اذا انتقدت أو عارضت وقد يصيب رأسك بضربة مؤلمة ، انه يشبه مصعد (اسانسير ) قديم في عمارة عريقة لا تعرف متى يصعد بك بسلام ومتى يتعطل ، ومتى ينزلق بك هاويا إلى طابق التسوية المعتم ، لذا فأنا ومن منطلق المودة انصحك وأنصح أخرين الا تستعمل المصعد ، عليك بالأدراج وإن كان ارتقاؤها بطيئا ومتعبا.
اليوم اتابعك وانت تكتب مقالك ( هم متهمون ) عن الذين يهاجمون مواقف الاردن من أبنائه وتنبري ضدهم مدافعا عن سياسات الدولة ، ولا اختلف معك في ذلك وإنما اريد ان اقول لك أن من تقصدهم ستفتح لهم الأبواب الرسمية حين يحلون في مطار الملكة علياء وسيستنشقون هواء الاردن العليل ويعودون بالترحاب والتكريم ، وأن يتآمر على البلد قد يجد احفاده شارعا مسمى باسمه بعد وفاته ، ولي في هذا تجربة فإن شخصية أردنية تآمر لاغتيال الملك الحسين بدعم مالي من القذافي واعترف وضبطت الأموال وحكم قضائيا بحكم قطعي وخرج من السجن بعفو ملكي وبقي في بيته إلى أن توفاه الله فإذا بشارع جميل في غرب عمان مسمى باسمه ، وقد قدمت مذكرة مدعمة بالوثائق إلى امين عمان ، قلت في نفسي هل افعل مثلما فعل ذلك الشخص فلعل احفادي يجدون أسمي على شارع من شوارع عمان.
ويوم امس استكمل معالي د بسام الساكت مقالك (من هم حلفاء الاردن ) مدافعا عن مواقف الدولة الأردنية وسياساتها الخارجية ومنتقدا الصامتين من ابناء (النظام ) ولا اختلف معكما ولكن الايام ستثبت لكم ان السباحة في البحر افضل لكثيرين من الجلوس على الشاطئ.