الذكرى 11 لرحيل الحاج علي الخصاونة: إشعاع العطاء وكنز الذكريات
المهندس سالم الخصاونة
21-07-2024 10:14 AM
في صباحٍ يتدفق فيه الضوء الدافئ عبر الأفق، نتذكر بألم وحنين رحيل رجلٍ غمر حياتنا بالعطاء والمحبة. هو والدي، الحاج علي فواز الخصاونة، الذي رحل عن عالمنا قبل إحدى عشرة سنة، ولكن ذكراه لا تزال منارة تضيء قلوبنا.
كان والدي يعيش حياةً مليئةً بالإيثار والتفاني. كان موظفًا حكوميًا يزاول عمله بجد وإخلاص، لكن حبه للأرض كان لا يقل عن ذلك. كانت أيامه تبدأ بالعمل الشاق في وظيفته، ليعود بعدها إلى حقوله وماشيته، حاملاً هموم الأرض كما يحمل أحلامنا. كان يعتبر كل جهد يبذله في رعاية الأرض والماشية جزءًا من رسالته في الحياة، والتي كانت تهدف إلى تأمين مستقبل أفضل لعائلته.
تميز والدي بقلبه الواسع وروحه الطيبة. كان يعامل الجميع بابتسامة وصدرٍ رحب، ويتجاوز الفوارق الاجتماعية. لم يكن هناك مكان للتمييز في تعاملاته؛ كل إنسان كان له قيمته عنده. كان يستمع ويقدم النصيحة، ويشعر كل من حوله أنه جزء من عائلته الكبيرة. كانت حكمته وحنكته تظهر في كل تصرف، حتى أصبحت نصائحه مرشدًا لنا في الأوقات الصعبة.
في الذكرى الحادية عشرة لرحيله، نرفع أكف الدعاء إلى الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته. اللهم ارحم والدي، واغفر له، ونعّم قبره بنورك، ووسّع مدخله. سيظل والدي، رغم رحيله، منارة تنير دروبنا، وستظل ذكراه خالدة في قلوبنا كرمز للعطاء والحكمة والإنسانية.