facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"أبو فروة يتلبد لأبو جاعد": سباق الانتخابات النيابية


أ.د تركي الفواز
21-07-2024 09:25 AM

تُعد الأمثال الشعبية جزءًا من التراث الثقافي الذي يعكس الحكمة والتجارب الحياتية للناس عبر الزمن، ومن بين هذه الأمثال "أبو فروة يتلبد لأبو جاعد"، وهو مثل يعبر عن محاولة الشخص الأضعف للتغلب على الشخص الأقوى باستخدام الذكاء والحيلة بدلاً من القوة المباشرة، هذا المثل يمكن أن يرتبط بشكل مباشر بالمترشحين في الانتخابات النيابية، إذ يواجه المرشحون الأضعف أو الأقل نفوذًا مرشحين أقوى وأكبر نفوذًا.

يتبادر الى أذهاننا عن الديناميكية الانتخابية بين "أبو فروة" و"أبو جاعد"، ففي الانتخابات النيابية، نجد تنوعًا كبيرًا بين المرشحين. هناك مرشحون يمتلكون نفوذًا كبيرًا، ودعمًا ماليًا ضخمًا، وشعبية واسعة، وهؤلاء يمثلون "أبو جاعد"، في المقابل، هناك مرشحون آخرون قد يكونون أقل شهرة، وذوي موارد محدودة، ويمثلون "أبو فروة"، ويكمن التحدي الأكبر للمرشحين الأضعف هو كيفية التفوق على هؤلاء الأقوياء في ساحة المعركة الانتخابية.

إن "أبو فروة" أو المترشحون الأضعف، يحتاجون إلى استراتيجيات مبتكرة وذكية للتغلب على المرشحين الأقوى، فمن هذه الاستراتيجيات أن يركزوا على القضايا التي تهم الناخبين في المناطق المحلية بشكل مباشر، مما يجعلهم أكثر قُربًا من الناس وأكثر اهتمامًا بمشاكلهم اليومية، بالإضافة الى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعال للوصول إلى شريحة واسعة من الناخبين بدون تكلفة كبيرة، وذلك من خلال حملات تفاعلية تجذب الانتباه وتبني قاعدة دعم قوية، وتكوين تحالفات مع مرشحين آخرين أو مع مجموعات محلية صغيرة ولكنها مؤثرة يمكن أن يزيد من فرص النجاح ويعزز الدعم، ويسعى "أبو فروة" لاستغلال كل فرصة للظهور في وسائل الإعلام، إذ يمكنه نقل رسالته والتواصل مع الجمهور بشكل أوسع، فهناك أمثلة واقعية عن "أبو فروة" منها: باراك أوباما (2008) الذي استخدم حملة رقمية مبتكرة ركزت على وسائل التواصل الاجتماعي لجذب الناخبين الشباب والتغلب على مرشحين أكثر خبرة، وهناك إيمانويل ماكرون (2017) الذي كان قليل الخبرة السياسية، لكنه استطاع الفوز بالانتخابات الرئاسية الفرنسية من خلال التركيز على قضايا الشباب واستخدام تقنيات حديثة في حملته الانتخابية.

إن فهم هذا المثل وتطبيقه في سياق الانتخابات يمكن أن يكون مفتاحًا لتحقيق النجاح ل "أبو فروة" ، إذ أنه يمكن للذكاء والاستراتيجيات المبتكرة أن تتفوق على القوة والنفوذ، مما يعكس الديناميكيات المعقدة للعملية الانتخابية وكيف يمكن للأطراف الأقل نفوذًا التفوق على التحديات بطرق غير تقليدية، في العديد من الانتخابات حول العالم، رأينا مرشحين أضعف تمكنوا من تحقيق النجاح بفضل استراتيجياتهم الذكية والمبتكرة. على سبيل المثال، في انتخابات بعض الدول، تمكن مرشحون جدد من التغلب على سياسيين مخضرمين بفضل تركيزهم على قضايا تهم الشباب، واستخدامهم الفعال لوسائل التواصل الاجتماعي لجذب دعم الناخبين الشباب.

اما عن "أبو جاعد" في المثل الشعبي الذي يمثل المرشح الأقوى والأكثر نفوذًا، والذي يمتلك موارد مالية كبيرة وشبكة دعم واسعة، فإنه أيضا يحتاج إلى استراتيجيات فعالة لضمان نجاحه في الانتخابات، ومنها: الحفاظ على ولاء الداعمين من خلال التأكد من رضا الداعمين الرئيسيين وتلبية احتياجاتهم لضمان استمرار الدعم، واستغلال الموارد المالية بفعالية من خلال التركيز على الحملات الإعلامية المكثفة، واستخدام التلفزيون، الإذاعة، والصحف لنشر الرسائل الانتخابية على نطاق واسع، والتواصل الفعال مع الناخبين بعمل زيارات ميدانية منظمة، وتنظيم جولات في الدوائر الانتخابية للقاء الناخبين والتفاعل معهم بشكل مباشر، وتنظيم تجمعات ومسيرات كبيرة لعرض القوة وجذب الانتباه، والترويج للإنجازات، وتسليط الضوء على النجاحات السابقة والإنجازات التي حققها المرشح في المناصب السابقة، وتقديم برنامج انتخابي شامل مفصل يتناول القضايا الأساسية ويقدم حلولًا واضحة،وتقديم رؤية مستقبلية واضحة لمستقبل المنطقة وكيفية تحقيق التقدم والازدهار، ومن الامثلة على "أبو جاعد" من الواقع الذي نعيشه هيلاري كلينتون (2016) حيث استخدمت كلينتون موارد مالية ضخمة وشبكة دعم قوية من الحزب الديمقراطي، بالإضافة إلى حملة إعلامية مكثفة، لكنها لم تتمكن من تجاوز بعض التحديات، ايضاً دونالد ترامب (2020) فقد اعتمد ترامب على شبكة دعم واسعة وحملة إعلامية قوية، بالإضافة إلى الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير. يعكس هذا القوة والنفوذ في السياق الانتخابي، ولكن حتى المرشح الأقوى يحتاج إلى استراتيجيات فعالة لضمان النجاح؛ عبر استخدام الموارد بذكاء، بناء تحالفات قوية، والتواصل الفعال مع الناخبين، يمكن للمرشح الأقوى تعزيز فرصه في الانتخابات وتحقيق النجاح المنشود.

المثل الشعبي "أبو فروة يتلبد لأبو جاعد" يعبر عن حقيقة واضحة في السياسة والانتخابات النيابية، القوة والنفوذ ليسا العاملين الوحيدين لتحقيق النجاح. الذكاء، والابتكار، يمكن أن تكون أدوات حاسمة تمكن المرشحين الأضعف من التفوق على المنافسين الأقوى، إن فهم هذا المثل وتطبيقه في سياق الانتخابات يعطينا نظرة أعمق على الديناميكيات المعقدة التي تشكل العملية الانتخابية، ويظهر لنا كيف يمكن للأطراف الأضعف أن تتغلب على التحديات وتحقق الفوز بطرق غير تقليدية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :