يس فقط خلال شهور العدوان على غزة بل في كل مرحلة قلقة داخليا أو خارجيا هنالك من يتفرغ لارباك الدولة الأردنية والأردنيين عبر القصص الكاذبة والاتهامات والافتراءات التي يراد لها تحريض الأردنيين على دولتهم ورسم صورة للدولة عند الأردنيين أولا بأنها دولة لا تقف مع قضايا أمتنا وإنها تمارس سياسات وأفعال تخدم اعداء الأردن.
هي اتهامات وقصص كاذبة ليست من فعل اشخاص،بل هي جهات منظمة تتبع تنظيمات وجماعات ودول تعرف الجهات المسؤلة في الاردن هويتها والجغرافيا التي تعمل منها.
واجب الدولة وواجبنا كأردنيين أن لا نستسلم لما تريد هذه الجهات «الأردنية"!! وغير الأردنية،وفهي تريد أن تجعلنا دائما في المربع الضيق كمتهمين لا نثق بأنفسنا ولا بدولتنا ولا بتاريخ بلدنا وصدق مواقفنا ولا بدماء شهداءنا وتضحيات أجيال الأردنيين عبر عقود قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
مطلوب لهذه الجهات التي يعيش بعضها بيننا بل ويتحدثون عن الوطن ومصلحته ويستفيدون من كل ما فيه من خير، مطلوب أن نجلس في الزاوية وشعور الذنب يملأ كل أردني على أمور لم نفعلها بل فعلنا كل ما هو مشرف ومحل فخر، ومطلوب ان يتم رسم صورة كلها عار بدولتنا وهي الدولة التي وقفت في كل مساحة ممكنة لخدمة العرب والفلسطينيين وأقل دليل ملايين اللاجئين والنازحين الذين تعاقبوا على أرض الأردن وعاشوا فيها كراما وما زالت ملايين من عدة دول عربية يعيشون على أرض الأردن.
ربما ما يجب أن نفعله في هذا البلد أن نتخلى عن منح من يشن حملات التشويه للأردن والأردنيين أي احترام لا يستحقونه، وأن نتهم بالمعلومات والتاريخ والحاضر هذه الجهات والتنظيمات والدول بما فيها فهي التي فعلت ما يستحق الخجل وارتكبت سياسات ومواقف أوصلت العديد من قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية إلى الواقع المزري، بل وخذلت الدم والحق الفلسطيني وقدمت هدايا مجانية لإسرائيل عبر مواقف واتفاقات أو سياسات أو تحالفات أو سعي لمصالح ضيقة.
الأردن يحمل موقفا واضحا من القضية الفلسطينية منذ بداياتها لكن المشكلة بمن بدلوا المواقف مرة بعد اخرى حتى وصلوا إلى ما كان في زمن خيانة وتنازل، وهذه الجهات من كل الوان الطيف دول وتنظيمات وأفراد..
الطبيعي أن تخرج الدولة الأردنية وكل أردني من الزاوية الضيقة التي يريد مطلقو الافتراءات والكذب أن نكون به، وأن نثق بأنفسنا وندرك عمق وصدق مواقفنا، وأن نوجه الاتهامات بالحق لمن يضعون أنفسهم في مراتب القداسة ويوزعون صكوك الغفران على من يمولهم أو يقدم لهم خدمات ويرسلون أكاذيبهم بحق من يكرهون، هم متهمون ليس فقط بنزاهتهم بل أيضا في مواقفهم المتقلبة وتعدد الوجوه بل تناقض المواقف، ومتهمون حتى بصدقهم في القضايا التي يحاولون الاساءة لنا فيها..!!
الراي