يرى المتابعون للساحة الانتخابية الامريكية ان المرشح الرئاسي الجمهوري ترامب اوفر حظا للفوز من منافسه المرشح الديموقراطي جو بايدن وهذا مالا يبشر بالخير للمنطقة وقد يقودها الى ظروف اكثر توترا مما عليه الان فلماذا ؟

ترامب من انصار إسرائيل ودعاة اسفارها وعراب صفقة القرن والاكثر تشددا في ضم إسرائيل لاراضي الضفة الغربية وتحليل الاستيطان وتحريم مفهوم الدولة الفلسطينية ولا يؤمن بمشروع السلام المبني على اساس حل الدولتين بين الفلسطينيين والاسرائيليين كما وسبق ان نقل سفارة بلاده الى القدس في استخفاف صارخ لمشاعر العرب والمسلمين وتحد قاهر للفلسطينيين ودعم فاضح للسياسة الامريكية لاسرائيل.

فوز ترامب برئاسة امريكا يعني وعلى الاغلب ان القادم سوف يكون اسوأ للمنطقة وخاصة اذا ما عاد اليها حاملا صندوقه الاسود "صفقة القرن " كمشروع سياسي للمسألة الفلسطينية والتي تنص تحديدا على ضم غور الاردن واريحا والقدس الى إسرائيل وكذلك الاراضي التي اقيمت عليها المستوطنات غير الشرعية والمحرمة وفقا للقانون الدولي وهذا يعني الاستيلاء الفوري لاسرائيل على ثلث اراضي الضفة الغربية واما الثلثين الاخرين فقد تركا للتفاوض مع الفلسطينيين بما تقتضيه مصلحة دولة إسرائيل وامنها القومي مما يعني التهجير لاهل الارض وعلى الاردنيين منذ الان ان يكونوا مستعدين لمواجهة اضغاث إسرائيل واحلام ترامب لطالما ترجح كل المؤشرات فوزه برئاسة امريكا.

علينا ان نتذكر ان المرشح ترامب وخلال رئاسته السابقة لامريكا لم يزره جلالة الملك عبد الله الثاني رسميا الامرة واحدة طوال الاربع سنوات من زعامته لامريكا وقد يشير هذا الى عدم الانسجام السياسي ومطابقة الرؤى والافكار بين الموقفين الرسميين الاردني الامريكي لطالما وقف جلالة الملك عبدالله الثاني في كل المحافل الدولية مدافعا عن الحقوق الفلسطينية وحقهم المشروع باقامة دولتهم فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية جنبا الى جنب مع دولة اسرائيل وكذلك رفض جلالته لاي محاولات لاقصاء الفلسطينيين وتهجيرهم من ارضهم ولن يكون الاردن وطننا بديل عن وطنهم فلسطين إضافة الى مناشدات جلالته الاممية بوقف العدوان والاستيطان والقتل للفلسطينيين.

الاردن الاكثر ايلاما لاسرائيل وألما من احتلالها لفلسطين وضررا بعد الفلسطينيين من كل تبعات هذا الاحتلال ومخلفاته العدوانية على الارض والانسان في فلسطين فهل بقي لدعاة السوء لوطننا اي شك ان الاردن بوابة الصد للمد الاسرائيلي للعمق العربي والدفاع عن الحق الفلسطيني

علينا كاردنيين ان نكون مستعدين ان رحل المر وجاء الامرين وارتحل بايدن وحل ترامب