القمة الأردنية – القطرية!!!
د. سحر المجالي
30-04-2011 05:02 AM
جاءت زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين إلى دولة قطر الشقيقة ولقائه الودي مع أخيه سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، خطوة في الاتجاه الصحيح لتعزيز العلاقات الثنائية، وللإعلان عن مرحلة جديدة للعلاقات الأخوية والصادقة بين الدولتين الشقيقتين، المملكة الأردنية الهاشمية ودولة قطر، وللشعبين العربيين الشقيقين، الأردني والقطري. ولمن لا يعرف الكثير عن العلاقات الأردنية- القطرية، فقد بدأت هذه العلاقات منذ عقود طويلة، وتجذرت بعد مرحلة الاستقلال لدولة قطر عام 1971.
وتتوزع العلاقات الأردنية- القطرية على العديد من المجالات، فبالإضافة للجانبين السياسي والاقتصادي، شهدت العديد من المجالات الحيوية الأخرى تطوراً ملحوظاً للعلاقات الثنائية، خاصة الجوانب العسكرية والأمنية والثقافية. وإذا كان الجانب الاقتصادي هو الذي يمثل الحقل الأهم ويعتبر العنوان الرئيس للعلاقات بين الأمم والشعوب، فإن العلاقات الاقتصادية بين الدوحة وعمان تبشر بكل خير، وتتسم بالاندفاع المدروس لمزيد من التقدم والتطور، وبما يخدم مصلحة الشعبين العربيين القطري والأردني.
وما الاستثمار الملحوظ للشقيقة قطر في الاردن، الذي تطور بعد تأسيس صندوق الإستثمار المشترك في تشرين الثاني 2009 ، بهدف إقامة المشاريع المشتركة بين الدولتين، وتأكيد الأردن على أهمية التعاون في مجال الطاقة البديلة والطاقة النووية، وتحديداً امكانية استفادة الأردن من الخبرة القطرية في مجال الغاز لتطوير حقل غاز الريشة، ووجود أكثر من 43 الفاً من العمالة الأردنية في دولة قطر، إلا بياناً واضحاً على التطور الذي تشهده هذه العلاقات. والذي قطعاً سيساهم في التخفيف من معانات الاردن الاقتصادية، نتيجة لشح الموارد وضيق ذات اليد.
إن حكمة القائدين، جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وأخيه سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وبعد نظرهما، وضعت هذه العلاقة في مسارها المنشود، وإلى الموضع الذي يجب أن تكون عليه. واستطاعا بإرادتيهما الأصيلة تمتين العلاقة الثنائية المتجذرة والضاربة في اعماق وجدان الشعبين العربيين، الأردني والقطري.
فمن منا ينسى الموقف الاردني، الذي عبر عنه راحلنا العظيم جلالة الملك الحسين رحمه الله، حينما كان الأردن اول دولة عربية وثاني دولة عالمية تبارك خيار الشعب العربي القطري الشقيق يوم 27 يونيو 1995، ويشد على إرادة قيادته الشابة التي جاءت لإكمال المسيرة والبناء على ما بناه الآباء والأجداد.
إن لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني مع سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، سيمثل انطلاقة نوعية في العلاقة الثنائية، التي لا يمكن لها إلا أن تكون علاقات أخوة وصفاء ونقاء. كما إننا في الاردن على ثقة بأن هذه العلاقة ستأتي بآثار ايجابية على الشعب الأردني الذي هو بأمس الحاجة لمواقف الأشقاء في قطر. بالإضافة إلى ثقته بأن قطر لن تألوا جهداً في الأخذ بيد الأردن ودعمه وشد أزره للصمود أمام مشاكله الاقتصادية.
وفي ذات السياق يأمل الأردن من قطر دعم رغبته وتوجهه التواق ليكون، بشكل أو بآخر، ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي. فعدم وجود الأردن في هذا المنتدى القومي المميز، الذي يمثل رافداً أساسياً من روافد العمل العربي المشترك، والتضامن المؤسسي للأقطار العربية من المحيط إلى الخليج، يمثل تجاهلاً لطبيعة الأشياء وتجاوزاً لمسارها الصحيح. بوركت الزيارة وبورك اللقاء.
Almajali74@yahoo.com
(الرأي)