الدنيا والدين هناك الكثير من الكلام حول هذا الموضوع منذ نزول الأديان على بني البشر ، ولكن علينا أن لا نتشتت بالأحكام والشرائع الكلية والجزئية ونظل نقول هذا حرام وهذا حلال ونغرق بالتفاصيل والفتاوى فهذا أمر يدرسه الشيوخ في كليات الشريعة وغيرها .
نحن العوام علينا أن لانبحر في فلسفة الدين كثيرا ،ليس مطلوبا منا سوى أمور بسيطة نمارسها يوميا وهي الصلاة ، وأهم من ذلك أن يكف شيوخ المساجد عن تذكير الناس بتفاصيل عليهم الالتزام بها وكأننا في بداية عهد الاسلام والصحابة فكلما أستمع إلى خطب الجمعة عند صلاة الجمعة أجد أننا مازلنا في عهد الصحابة لم يتغير شيء في الخطاب الديني ،لم يتطور هذا الخطاب ويواكب العصر الذي نعيش فيه ،لم يتحدث هذا الخطاب عن حال الناس وأوضاعهم والقفزة الهائلة في الحضارة والعلم والتكنولوجيا .
الدين نعم أساس للأخلاق والتعامل والصدق والأمانة والفضيلة والشرف والاستقامة ،ولكن أين نحن من هذه المفردات ومعانيها ، فالدنيا والحياة العصرية تأخذ الناس بعيدا عن تطبيق هذه الفضائل ،والمتمسك بالقيم الدينية والأخلاقية الحقيقية هم قلة قليلة جدا ، فالشيوخ الدعاة يتكلمون عن إيمان أبو بكر وعمر ، وعثمان وعلي وأم المؤمنين والمؤمنات، وعن بلال وعبد الله ابن مسعود وابن عمر ، ويطالب الشيوخ من الناس في هذا العصر أن يتمثلوا ويتأسوا بصحابة رسول الله .
الخطاب الديني لا يتحدث عن الفساد والظلم والواسطة والشللية والرشوة ولا عن المخدرات ولا عن الفقر والربا والبطالة وتغول الاغنياء على الفقراء، وسوء الادارة في المؤسسات وشراء الذمم في الانتخابات وغيرها .
هناك تكرار لخطب الجمعة ولا شيء جديد، سوى الترويع من عذاب الله ، ومن النار التي وقودها الناس والحجارة ، والتذكير بصيام عاشورا والأيام البيض ، والمسواك .
نحن لسنا ضد السنن ولا ضد الفرائض الاسلامية والأركان فهذا شيء أصبح في صميم حياتنا وسلوكنا ،ولكن هناك أمور دنيوية بحاجة للحديث عنها والاهتمام بها.