نعم إنها جريمة تقشعر لها الأبدان، تلك الجريمة التي ارتكبها أحد الأشخاص بحق صديقة، والذي يقشعر الأبدان ليست الجريمة بحد ذاتها، لأن بعض الأشخاص أصبحوا لا يجيدون سوى ارتكاب الجرائم ضد من يحدث معهم حتى خلافات بسيطة وكأن القتل أصبح هو الحل، ونحن نعيش في مجتمع كان حتى زمن ليس ببعيد مجتمع متسامح ، ولكن ما يحدث له أسبابه الكثيرة التي يطول الحديث عنها.
نعم إن الذي حدث وتقشعر له الأبدان ليس ارتكاب الجريمة بحد ذاتها فحسب، بل إن ما لحق بها من أفكار لا يمكن تخيلها، ولا يمكن تسميتها إلا بأفعال شيطانية هو الذي يثير القلق بعد أن قام الجاني بتقطيع جثة صديقه بعد القتل، وتوزيعها كل قطعة بمكان، حتى تم العثور على جزء من الجثة في منطقة سلحوب، بحسب تقارير المعنيين، لتكشف مديرية الأمن العام، وبزمن قياسي خيوط الجريمة، وكشف الجاني الذي اعترف بارتكاب الواقعة، واخفاء أجزاء الجثة في أكثر من مكان.
حقيقة لم يكن يخطر ببال احد منا أن يقود جزء من الجثة إلى مثل هذه الجريمة الشنيعة، والتي كان الجاني والمجني عليه أصدقاء، كما لم أكن أتخيل أنا بخيالي المتواضع أن يكون في الأمر جريمة قتل، بعد العثور على أجزاء من الجثة، بل توقعتها نتيجة لإفتراس أحد الحيوانات لهذا الشخص وبقيت هذه القطعة من جسده.
يا إلهي كيف لشخص أن يُقدم على قتل شخص وتقطيعه بهذه الطريقة، ووضع كل قطعة في مكان ،كيف هذا الأمر، والأدهى من كل ذلك أنهم أصدقاء، ولنفرض أنهم ليسوا كذلك،فكيف لأي شخص أن يفعل ما فعله الجاني ،الذي مارس حياته بشكل طبيعي منذ ارتكاب الجريمة وكأن شيء لم يحدث.
عاش حياته وكأنه لم يقتل أحد ،ولم يقطع الجثة ويوزعها على عدة أجزاء ،ويقوم بوضعها في أكثر من مكان،ليخفي فعلته ولكنه نسي أنه لا توجد جريمة كاملة،وأن أي جريمة ستظهر خيوطها للجميع حتى ولو بعد حين.
ولعل ما يلفت النظر ،بل يثير المخاوف في مجتمع كمجتمعنا الأردني أن الكثير من هذه الجرائم هي جرائم دخيلة عليه، بعد أن أصبح شبابنا يقوم بتقليد ما يسمع أو يشاهد على منصات التواصل الإجتماعي ،والفضائيات،دون إدراك منهم لعواقب مثل هذه الأمور في بعض الأحيان ،أو إرتكاب مثل هذه الجرائم دون وعي بسبب تعاطي المخدرات ،أو الكحول في أحيان أخرى.
ومهما كانت المبررات،والدوافع، والأسباب لإرتكاب مثل هذه الجريمة، أو أي جريمة أخرى،فإن الوضع قد بات يشكل قلقا في المجتمع الأردني، بعد أن أصبحت جريمة القتل هي الحل لدى الكثير من الأشخاص لإنهاء الخلافات إن وجدت، وأحياناً الطريقة غير الحضارية التي ينتهي بها النقاش بين طرفين، حتى صارت لدى بعض الأشخاص الحل المناسب والوحيد لإنهاء حياة أقرب الناس ولو كان أحد أفراد أسرته.
وتشير إحصائيات رسمية إلى أن جرائم القتل في الأردن بلغت 103 جرائم خلال العام الماضي 2023 ،بينما كانت 118 جريمة قتل في العام2022.