facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ونحن نبحث عن الكفاءات التربوية الفاعلة


فيصل تايه
18-07-2024 09:41 AM

ما زال قطاعنا التربوي الحكومي على وجه الخصوص يعاني من تراكمات وتحديات حرجة مؤثرة ، تتمثل في الصورة الذهنية السلبية بشأن مستوى جودة العمل القيادي ، وتتكون تلك الصورة من خلال تراكمات مستمرة ومتصلة بأداء العاملين في المناصب القيادية ومخرجات عملهم بالمجمل خاصة على مستوى "القيادات الميدانية" ، ويزداد تفاقم ذلك مع موجات التقاعدات الدورية المتتالية بموجب نظام التقاعد المدني او نظام الضمان الإجتماعي ، ما افقد وزارة التربية والتعليم عدد كبير من الكفاءات والخبرات لينطوي العمل القيادي لمن ورثوا هذا العمل على الصورة من العمل الروتيني القائم على الجمود دون ايه ممارسات ابداعيه خلاقه جراء عدم القيام بالدور الحقيقي كقادة تربويين وليس كاداريين وذلك لقلة الادراك بالدور القيادي وأثره في مستقبل العمل بسب تقص الخبرات والامكانات الفنية ، وأمام ذلك كان لا بد من التغيير والتطوير للأساليب الإدارية المنتهجة من خلال تُغير فلسفتها الإدارية الحاكمة لتكون مناسبة مع الواقع الذي أفرزته مجمل التغيرات والتطورات السريعة .

كم تحدثنا عن الحاجة الى استنبات قيادات تربوية ميدانية فاعلة ، وليس ذلك في ضوء مخرجات أكاديمية فقط ، فالقائد التربوي "لا يصنع " لأنه يتمتع بصفات شخصية أكثر بكثير من الاعتبارات المكتسبة ، والمواصفات المطلوبة هي شخصيات قيادية ذات سلوكيات ومواقف فاعلة ومؤثرة ، تسعى إلى غرس قيم ومعايير منسجمة مع الذات والجماعة ، وهي في هذه الحالة تحقق حالة الانتماء للمهنة والمركز الوظيفي الذي نحن في أمس الحاجة إليه تحقيقٱ للاهداف المنشوده ..

وإذا كانت التربية في مفهومنا المعاصر هي تشكيل الإنسان الذي يواجه تحديات عصره ، فان ما يصوغ سياساتها وأهدافها وبرامجها ويطبقها هو "القائد" الذي يتحمل المسؤولية الأولى في صناعة القرار، وهو ما يمثل الصف الأول في العملية الإدارية ، وإذا كان من يتبوء هذا المنصب لا يخرج عن طور وحدود العمل الإداري ، فانه غير جدير بمهمة المسؤولية التي تقع عليها صناعة الإنسان ، وعملية خلق المواطن الصالح ، من هنا فان أي تراجع في العملية التربوية تعود إلى الفقر في وجود قيادات تربوية لأسباب لا مجال للخوض فيها ، لان مسؤولية التطوير تقع على عاتق القيادي الذي يبتكر ويبدع ، ويعمل على توليد الأفكار ويؤثر بعكس الإداري الذي لا يجيد إلا عملية التنفيذ ، وهذه الحالة تحتاج إلى قيادات وليس لإدارات، فهل نحن قادرون على خلق قيادات تربوية تملك القدرة والإرادة على التغيير وصولٱ إلى ما نصبو إليه بعيدا عن حالة تعبئة الشواغر فقط .

مؤسساتنا التربوية الاردنية المختلفة و على راسها وزارة التربية والتعليم كانت تزخر بكفاءات تربوية قيادية متميزة وخلاقّة يمكن الرجوع اليها للمساعدة و"لن تبخل" ، لكننا نحن من انقطعنا على التواصل معها بعد الإحالة على التقاعد بل "بخلنا" على هؤلاء الأخيار بكلمة طيبة او "بكتاب شكر" او اتصال مفاده "يعطيك العافيه" او يتضمن "الحمد على السلامة" على ما قدموه خلال مسيرتهم العمليه الطويلة ، كما واننا اهملنا "الميدان التربوي" القادر على الكشف عن الكثير من الكفاءات ، وركزنا على اولويات كان يجب التروي في تفضيلها ، فنحن الآن في اشد الحاجة لتشجيع الأفراد القادرين على العطاء وتوليد الافكار ، وتعزيز توجهاتهم التنويرية المتميزة والمتنوعة، لتطبيق تلك الاولويات بكل همة ومسؤولية ، والاستفادة من كل الخبرات ، فالتجديد في المواقع الإدارية لمن يستحق بات امراً ضرورياً لكن حين نحسن الاختيار للتخلص من كل التكلسات التي أصابت مفاصل العملية التربوية ومناحيها المختلفة .

وأخيراً اقولها بصراحة ، ان مؤسساتنا التربوية ما زالت تحمل على أكتافها من باتوا عقبة في طريق تقدم المسيرة ، ممن يعملون لذاتهم أكثر من العمل لإداراتهم ، وكل أعمالهم تحكمها الذات المشبعة بالأنانية الضيقة ، وبالتالي هم عقبة في طريق توجهات المسؤول ان كان يملك رؤيا واضحة لأداء العمل ، اضافة الى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الاستعانة بالطاقات والكوادر التربوية من خارج الوزارة للعمل على رفد المسيرة التربوية ، والمساعدة على أن تكون مجمل هذه الخبرات والكوادر في خدمة عملية التطوير المنشودة ، لأن التربية ليست مسؤولية وزارة التربية والتعليم فحسب ، بل هي مسؤولية القطاعات المختلفة في مؤسسات المجتمع المدني ، والعديد من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية والتي باستطاعتها دعم مسيرتنا التربويه النبيلة .

وللحديث بقية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :