إعتبرت حركة حماس على لسان اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقال أنه لا ثمار سياسية للقاء عباس واولمرت , وأنه لعبة علاقات عامة لن تمنح الفلسطينيين شيئا, وأن هذه اللقاءات تهدف الى تغطية سياسة اميركية تقوم على تحشيد المنطقة العربية وتسكين الملف الفلسطيني لشن حروب او معارك جديدة على دول اسلامية ( ايران بالطبع ) في الوقت الذي تواترت فيه الانباء عن أن إسرائيل وحماس استأنفتا الاتصالات بغرض إبرام صفقة لإطلاق سراح الجندي جلعاد شليط مقابل اطلاق عدد من اسرى حماس التي تشعر بخيبة أمل حيال كون غالبية الأسرى الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم إسرائيل مؤخرا ينتمون لحركة فتح .
وطبعا تجاهل الشيخ هنيه أن اولمرت وللمرة الاولى عبر خلال اللقاء مع عباس عن أمله في أن تفتح قريبا المفاوضات لاقامة دولة فلسطينية , وانه وافق على توسيع مجال المباحثات لتشمل قضايا جوهرية تعد أساسية لانهاء الصراع , وأنه أكد أن اسرائيل ستوافق بحلول الاسبوع المقبل على ازالة بعض نقاط التفتيش وحواجز الطرق والاسيجة التي تعرقل تنقل الفلسطينيين , مثلما تجاهل ان الهدف من المحادثات هو التوصل الاتفاق على مباديء عامة بشأن اقامة الدولة الفلسطينية عشية المؤتمر الدولي الذي دعت إليه واشنطن التي اعتبرت أن التركيز على القضايا الجوهرية أمر ايجابي لانه في النهاية سيتعين على الفلسطينيين والاسرائيليين اتخاذ قرارات صعبة لاحلال السلام, وأن الامم المتحدة اعتبرت أن اتفاقا على المباديء قد يكون نقطة الانطلاق لمزيد من المفاوضات الجادة بعد المؤتمر الذي ترعاه واشنطن.
الواضح – للأسف – أن الشيخ المقال تجاهل أية مكاسب للفلسطينيين قد تنجم عن مباحثات عباس أولمرت , لصالح التحذير من حرب قد تشن ضد إيران , حتى ليبدو للمراقب أن هنيه خلع كوفيته الحمراء التي ارتداها ذات يوم واعتمر بدلا منها عمامة مستوردة من قم مباشرة , أو أنه لم يعد معنيا بالتسهيل على الفلسطينيين في تنقلاتهم قدر عنايته بإعلان انضواء حركته تحت ظلال العلم الفارسي , أو أنه معني بأن تكون حماس دون غيرها صاحبة الفضل في الافراج عن عدد من الأسرى ومن غير أن يفكر قليلا بمصلحة هؤلاء الاسرى التواقين للحرية بغض النظر عن من يوصلهم إليها .
تصريحات هنيه ترافقت مع أخرى للزهار الذي اتهم عباس بالمسؤولية عن استمرار حصار قطاع غزة واغلاق المعابر وتهديده بأنه سيتحمل مسؤوليته أمام القضاء. وأن لاستمرار الحصار الذي تفرضه اسرائيل عواقب سياسية خطيرة على رئيس السلطة الفلسطينيه , ونسي الشيخ أن الحصار كان واحدة من نتائج انقلابه على السلطة وتمتعه بحكم القطاع منفردا ومنح حركته حق التدخل في الحياة الخاصة للمنكوبين بحكمه من اهل القطاع بدخولها على خط الزواج والطلاق والتدخل بالشؤون الأسرية وإرغام أزواج على طلاق زوجاتهم , ما دفع بالغزيين إلى تبادل النكات محذرين بعضهم من الاساءة للزوجات خشية ان يشتكين للقوة التنفيذية في إشارة منهم إلى مدى تدخل تلك القوة الحمساوية بحياتهم
وحماس التي تكيل الاتهامات متخبطة يمينا ويسارا متجاهلة إعلانها هدنة مع إسرائيل على اعتبار أن تلك الهدنه طويلة الأمد لا تعني تغيير استراتيجيتها حيال الدولة العبرية ولا الاعتراف بها وهي ليست أبدية وتعلن استعدادها للحوار مع العدو الصهيوني ولكن شريطة وجود طرف ثالث ( بمثابة محلل ) تبدو إما تنظيما بغير أفق سياسي بالكامل أو تنظيما خبيثا يحاول استغباء الناس واللعب على حبال دول تخلعت أنيابها لكثرة ما مارست من أساليب السياسة.