غادرتُ شعراء مهرجان جرش مبكّرا... وذلك لطبيعة عملي الصحفي بسبب " نرجسية وانانية " بعضهم أو اغلبهم أو قليل منهم.
هذا رغم أنني انتمي لعالم الادب والشعر وانا عضو قديم في رابطة الكتاب.
ولهذا اتفهّم " غرور " أو " طاووسية" بعضهم.. وهي صفة الشعراء من ايام الشاعر امرؤ القيس في العصر الجاهلي مرورا بشاعر العرب ابو الطيب المتنبي وصولا إلى أي شاعر حالي حتى الشعراء الذين لا يعرفهم احد.. لديهم نفس الصفات.
اقول هذا الكلام مع كل احترامي لبعض الشعراء الذين قرروا عدم المشاركة في مهرجان جرش بسبب ظروف العدوان على غزّة والذين لا يتجاوز عددهم ( أصابع اليد الواحدة ). مع ان هناك عشرات الشعراء سيأتون من الدول العربية واكبرهم تجربة وربما سنّا صاحب كتاب " الثابت والمتحوّل" الشاعر ادونيس.
وافردت إدارة المهرجان مساحات شاسعة للمثقفين ومنهم الشعراء لعرض بضاعتهم في مختلف الأماكن إضافة إلى ندوة مهمة تم تخصيصها للشاعر الكبير محمود درويش.
ناهيك عن مشاركة شعراء رابطة الكتاب واتحاد الكتاب.
واذا كنتُ قد ابتعدتُ عن تغطية الامسيات الشعرية في مهرجان جرش ، فإنني لم ابتعد عن الشعراء وتحديدا الضيوف وهنا اذكر على سبيل المثال :
محمود درويش و سميح القاسم وعبد الرحمن الابنودي ومحمد علي شمس الدين و بول شاؤول وغيرهم ممن شاركوا في فترة التسعينيات.
مهرجان جرش كان وما يزال حريصا على دعوة الشعراء والنقّاد وحتى كتّاب القصة وسائر الفنون الأدبية.. وترك لهم الأماكن و المسارح والساحات لينثروا قصائدهم على الجمهور.
وإذا كانت " غزّة " وأهلها وشهداؤها اعزاء علينا وهذا لا خلاف عليه، فان مهرجان جرش قد فتح المجال ليطلق الشعراء ما في داخلهم من غضب أو تعبير عن رفض العدوان الاسرائيلي المجرم.
وكما يقولون :
( هاي الميدان يا حميدان ).. فرجينا شطارتك . .!
فالكلمة وسيلة تعبير وهي جزء من المقاومة وجزء من الرد على عدوّ بلا حضارة ولا تاريخ ولا أخلاق.
أيها الشعراء..
هاتوا قصائدكم واصدحوا بها بين جنبات " مهرجان جرش" ...!!