المدمن خطر متحرك على المجتمع وعلى نفسه
المحامية رانيا أبو عنزة
17-07-2024 01:35 PM
تشكل ظاهرة المخدرات إحدى أبشع الظواهر التي يعيشها عالمنا المعاصر، وأشدها خطورة، وذلك بالنظر للآثار المدمرة على صحة مجتمعنا وعلى عقول شبابنا، هذا فضلا عن تأثيرها السلبي على اقتصاديات الدول وتقدمها واستقرارها.
تعد مشكلة المخدرات ظاهرة اجتماعية تتأثر بها جميع الطبقات الاجتماعية والعمرية ، فالشباب على وجه الخصوص يكونون عرضة للإدمان على المخدرات نتيجة للعديد من العوامل مثل الفضول، والضغوط النفسية، ونمط الحياة.
إدمان المخدرات - اضطراب تعاطي المخدرات -هو مرض يؤثر على مخ الشخص وسلوكه بحيث يؤدي إلى عدم القدرة على التحكم في استخدام أي عقار أو دواء سواء كان مشروعًا أو غير مشروع.
المدمن خطر متحرك على المجتمع وعلى نفسه، فعندما يكون الشخص مدمنًا، فإنه قد يستمر في تعاطي المخدرات على الرغم من الضرر الذي تسببه له.
إذ من الممكن أن يبدأ إدمان المخدرات بالتعاطي على سبيل التجربة في مناسبات اجتماعية معينة، ليصبح الأمراعتياديًا عند البعض مع التكرار.
تتنوع المخدرات من حيث أنواعها وتأثيراتها، مما يزيد من تعقيد محاولة معالجة هذه الآفة.
يختلف احتياج المتعاطي للجرعات من حيث احتياجه لكمية أكبر من العقار ليصل إلى الشعور بالنشوة وسرعان ما يحتاج إلى العقار ليشعر فقط بأنه بحالة أفضل ، والتي تؤدي إلى الإدمان حيث لا يستطيع العيش من دونها.
تعد المخدرات من أخطر المواد التي يتعرض الإنسان لها في حياته ، مما يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة وهلاك في أعصاب المتعاطي وجسده هذا من ناحية جسدية ،أما من ناحية اجتماعية فقد يعاني المدمن من تدهور في العلاقات الاجتماعية والأسرية، وقد يؤدي إلى انعزاله وتفاقم الجريمة وانحراف الشباب، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر الإدمان سلبًا على الاقتصاد الشخصي للفرد نتيجة لتكاليف العلاج والتأهيل، فضلاً عن الخسائر المالية الناجمة عن فقدان الوظائف أو الفشل في الحفاظ على الدخل المستقر.
ختامًا:
مكافحة المخدرات تتطلب جهودًا مشتركة من الحكومات، والمنظمات الدولية، والمجتمع المدني ، إذ يجب أن تركز الجهود على التوعية الوقائية، وتقديم الدعم النفسي والعلاجي للمدمنين، وتشديد الرقابة وتطبيق القوانين و تغليظ العقوبات للحد من انتشار هذه الظاهرة الخطيرة.