ولد الشاعر نوح إبراهيم في إحدى مدن فلسطين وهي مدنية حيفا، فقلد كانت حياته صعبة والسبب في ذلك يعود لموت والده مبكرا وهو طفل صغير، فلم يستطع إكمال تعليمة واضطر إلى أن يعمل من أجل تحمل المسؤولية تجاه أسرته الصغيرة والمكونة من أمه وشقيقته الوحيدة، اشتغل في بداية حياة في مطابع فلسطين من خلال تحرير مجموعة من صحفها القديمة أيضا، حيث كان إلى جانبه الشعر مطربا وملحنا، استطاع أن يسجل بصوته عددا من الأسطوانات، ويقال عن نوح إبراهيم أنه كان يقوم بعض الأنشطة المسرحية، وهذا يعني أنه كان يمثل الحركة الفنية المضيئة للغاية على أرض فلسطين في تلك الفترة الزمنية القديمة .

أما بالنسبة إلى ثورة فلسطين الكبرى، والتي امتدت إلى سنوات طويلة حيث كان هناك مجموعة كبيرة من الأبطال والفنانين وأيضا المثقفين حيث أن الشعب الفلسطيني المتوحد من خلال الكلمة وأيضا النخبة وهيه الملتحمة بالعامة، ويبدو أن مناخ الثورة كان ملهماً للمخيلة الفلسطينية، أصبح مفجراً بالطاقات الإبداعية في شتي كافة النواحي والمجالات، ومما لا شك فيه أن الشاعر الشهيد نوح إبراهيم هو من أبطال الثورة، ويمتد جهاد الشاعر نوح إبراهيم إلى سنوات طويلة، ورثي الشاعر نوح إبراهيم شيخ المجاهدين عز الدين القسام بعد استشهاد على أرض فلسطين بقصيدة تحت عنوان "ياخسارة ياعز الدين ".

لم يكن دور نوح إبراهيم متقصرا فقط على الجهاد من خلال الكلمة فقط، بل كان يحمل السلاح من خلال تدريب الآخرين على حملة أيضا، لم يكن من الأجيال التي تصددت مبكرا لتلك اللعنة المسماة اللعنة التاريخية الهائلة، والتي حاولت بكل الطرق منع المأساة منذ بدايتها والتي سعت إلى إيقاف تمددها.

لحظة استشهاد الشاعر نوح إبراهيم:
فقد استشهد الشاعر نوح إبراهيم عام آلف وتسع ميه وثلاثة وثمانين ميلادي وكان ذلك في أول أيام شهر رمضان، حيث تربصت له قوات الإنجليزية المحتلة فلسطين في تلك الفترة حيث كان يرهقهم بجاهدة وأشعاره وأغانيه، وقاموا بمصادرة مطبوعاته ولم يكتفوا بهذا بل منعوه من البث الإذاعي واعتقلوا الشاعر نوح إبراهيم مرة في سجن عكا ومرة أخرى في سجن المزرعة، وظلوا يطاردونه إلى أن تمكنوا منه وقتلوه في نواحي قرية طمرة عندما كان مع مجموعة من أصحابه، قام الانجليز بقتل المجموعة بأكملها بدم بارد حيث قاموا بإلقاء جثمانه الطاهر في أحد الابار .

استطاع الشاعر نوح إبراهيم من تأليف مجموعة من الأشعار والأغنيات ونذكر منها "الله يحي المعتقلين " و"بحرية يافا" يا جناب اللجنة الملكية»، «يا فخامة المندوب غرينفل واكهوب»، وأغنية «دبرها يا مستر دل" والتي كان يسخر فيها من جنرال البريطاني الذي كان مسؤولا في فلسطين في ذلك الزمن.

قائلاً له «دبرها يا مستر دل بلكن على إيدك بتحل. يا حضرة القائد دل لا تظن الأمة بتمل لكن أنت سايرها بلكن على إيدك بتحل، إن كنت عاوز يا جنرال بالقوة تغير الحال لازم تعرفن أكيد طلبك صعب من المحال لكن خدها بالحكمة واعطينا الثمن بالحال نفذ شروط الأمة من حرية واستقلال ".