يعبر اليسار السياسي التاريخي عن نفسه عبر فكر وممارسه واضحة للعيان وبالعالم أجمع واليساريين الحقيقيين يعرفون ذلك بالتفصيل الدقيق، لكافة التطبيقات الإقتصادية والسياسية والفكرية.

كما يعرفون تماماً قدرة الأحزاب على الفهم والاستيعاب وانتاج نموذج تطبيقي يتوائم مع المرحلة بحيث يعتبر محور تقييم العمل لكي لا نبقى نرزح تحت خلفية "الكرادلة والبرامكه".

انتهى تاريخ وآثار قوانين الانتخاب السابقة الى غير رجعة، إلا لمن أراد أن يسترجعها لأنها تشغل حيزاً من تكوينه، فاليسار والوسط واليمين واضحة المعالم وداخل كل تيار درجات متفاوته تحدد بوصلة التيار بدقة متناهية ، أما مسألة وجود مناطق رمادية تشكل تقاطعات بين هذه المساحات يؤكد مقولة أحد مسؤولي تحديث المنظومة السياسية بأن هناك أخطاءً في المدارس الاقتصادية والفكرية بالعلاقات الدولية وهذا غير علمي وغير منطقي البتة.

اعتقد أن مخرجات الدكاكين والإصلاحيات السياسية ومخرجات التوريث السياسي تختلف تماماً عن مخرجات الجامعات العريقة ومراكز البحث العالمية وهذا ما يجب تكريسه في حياة المجتمع السياسي وأعني هنا المجتمع الأكاديمي السياسي لينهض بسائر مكونات المنظومة السياسية.

هل سيأتي العاشر من أيلول القادم موعد الإنتخابات النيابية لعام 2024، واليسار الوطني والقومي خالي الوفاض من نتيجة يستحقها وتليق به من حيث أنه الحامل لرسالة النضال والكفاح والجهاد والمعبر عن رسالة العدالة والحرية والتضامن و يمثل الأساس الفلسفي الأكثر قبولاً لفئات وشرائح عديدة ومتنوعة من المواطنين.

هذه مسؤوليات جسام على المستوى المحلي والوطني والقومي ينهض بها أولي عزم فكري وأخلاقي يروا بوصلة الأيام القادمة بدقة متناهية ويخلص لأنفسهم ولمن حولهم ليكونوا على قدر المسؤوليات التاريخية المسندة اليهم.

هل ستبقى الشخصنة في الأداء والإقليمية تعيق التقدم فلا يكون تحديثاً مع التحديث، إذ استطاعت الكثير من القوى السياسية والوطنية السير قدماً نحو مصالحها بكل توافق وريادة؟

يعتبر ما ورد أعلاه غيض من فيض اسئلة برسم الإجابة تحتاج الى مفكرين موسوعيين على مستوى عالمي من انتاج تيار اليسار الحقيقي العظيم.