facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التوجيهي .. ومسؤولية الدولة الاردنية


فيصل تايه
16-07-2024 09:25 AM

الآن وقد انتهينا من رصد مجريات "الامتحان العام" لشهادة الدارسة الثانوية العامة وتابعنا ما دار في كواليسها ، وجب علينا المصارحة والمكاشفة ، وتعرية كل الذين اساءوا لهذا الفعل الوطني ، والتذكير أن المؤسسة التربوية الأردنية "مؤسسة مقدسة" ، ومن يجرؤ على مس هيبتها يضر بسمعة الاردن والاردنيين ، ويذهب بجهود المخلصين أدراج الرياح ، وليكن بالمعلوم ان أي مسؤول "أخفق او قصر او تمادى" في مهمته الوطنية المتعلقة باجراءات الامتحان ، يتحمل "ومن موقعه" المسؤولية الكاملة ، لذلك كان من الواجب ان ننأى عن اية شرذمات مقيتة ، وكان من الواجب ايضا ان نبتعد عن تأجيج الرأي العام والتحريض لما هو منافي للسلوك الوطني .

اننا ومن خلال متابعاتنا اليومية لأجواء الامتحانات وعلى مدار قرابة الشهر ، كنا منزعجين جداً مما كان يذاع ويشاع بان "الورقة الامتحانية الرسمية " كانت "سلعة" دخلت في سوق المضاربات والمزايدات ، ففي الوقت الذي كان ابناؤنا الطلبة في اشد الحاجة الى الراحة النفسية والتشجيع وتوفير الاجواء الامتحانية الآمنة ، كان "البعض" مهمته تازيمهم وتوتيرهم وتعكير صفو مزاجهم العام ، في محاولات واضحة لافشال هذه "المهمة الوطنية" في تعمد واضح استهدف وزارة التربية والتعليم ، فانا اعتبر هذا الفعل إرهابا فكريا يراد منه خلق حالة من عدم التوازن لإيقاع الوزارة بإرباك متعمد امام الطلبة وأولياء امورهم بل وامام المجتمع الاردني ، في اساءة مقصودة لكيان هذه "المؤسسة الوطنية" والتسويق لما كان يشاع بالادعاء "بتخاذل" المسؤولين" او "الترويج" لعدم كفاءتهم ، ذلك لاشاعة "البلبلة" وإفقاد الامتحان مصداقيته والمس بسمعة الأردن التربوية ما استدعى الوقوف بحزم وجدية في أي قضية تتعلق بذلك .

اننا وحين كنا نرقب المشهد العام لاجواء الامتحان ، "عزّ علينا" ان نرصد تلك "الاساءات" التي تهدف الى المساس بهذه "المؤسسة الوطنية" التي قضينا عصارة عمرنا بها ومن سبقونا من رجالات الوطن "المخلصين" التربويين الاوائل ، وفي ذلك دعوني هنا "اذكر" ان هذه المؤسسة الوطنية ليست "دار وجاهه" لوزير جاء او وزير ذهب او لامين عام انتهت خدماته او بقي على رأس عمله او لاي مسؤول حالي او سابق ، ذلك ان اي مسؤول مثّل "راس الهرم" في هذه الوزارة ترك "أثره" خلفه من سمعة طيبة وسيره عطره وانجاز ، وبقى هذا العمل الوطني متوارثاً ، وبقيت المسؤولية الوطنية مستمرة .

كما وان هذه الوزارة ليست وزارة "توجيهي" فحسب ، لذلك كان من واجبنا ان "نتألم" لما كان يشاع ويذاع عنها ، وكان من حقنا ان ندافع عنها ، ونشخص جوانب الخلل في قرارات مسؤوليها "ونعري" اي اخفاق في أدائهم ونخضعهم للمساءلة والمحاسبة ضمن القنوات الرسمية وبصورة حضارية ، وفي الوقت نفسه كان من الضرورة أن نقف بوجه كل من تسول له نفسه استهداف "كيانها" بقصد التخبيب والتأليب والتهييج لإطلاق الأحكام الوهمية ، خاصة بعض من كانوا يرهقون احلام ابنائنا الطلبة بالعبث اليومي ، في سعي واضح لتشكيل رأي شعبويّ مؤثر موجه ، وفي اهاجة منكبة من بعض متكسبي "الدروس الخصوصية" وبعض اصحاب "المنصات الربحية" والمراكز الثقافية "الظليّة" ومدارس "مفرقعات الشهرة" ممن وجدوا انفسهم "محرجين" من طلبتهم واولياء امورهم امام "اسئلة" ربما خرجت عن سياقاتهم وتوقعاتهم، "متناسين" ان التقييم الحقيقي للامتحان وجودته يأتي "لكافة طلبة المملكة" بعد انتهاء الاجراءات المتعلقة باستخلاص النتائج وتحليلها بكل دقة ونزاهة، لتظهر وهي تحمل نسب النجاح العامة والفئات المعيارية لها.

يجب ان نعي تماماً أن مهمات ومسؤوليات وزارة التربية والتعليم بمختلف جوانب عملها ليست مسؤوليتها وحدها ، بل هي مسؤولية جميع مكونات المجتمع والحكومة ، بدءاً بأعلى سلطة تنفيذية ووصولا الى الوزارة نفسها التي تستنفر قواها وكوادرها كل عام من أجل إنجاح هذه المهمه الوطنية وليس ذلك بجديد ، لكننا نحمّل الدولة والمجتمع بكل مؤسساته كامل المسؤولية في المحافظة على سمعة التوجيهي وهيبته ، فالمجتمع شريك أساسي في مواجهة اية ظاهرة تعرقل مسيرة العمل ، وان المسؤولية مشتركة بين الوزارة وكافة السلطات المحلية في العاصمة والمحافظات ووزارة الداخلية وحكامها الإداريين ، ليتحمل الجميع مسؤوليتهم الوطنية في هذا الفعل الوطني .

كما ويجب ان نعترف ان الجهات المسؤولة وهي تواجه هذا الزخم من الانتقادات كان يجب عليها "تشكيل" فريق عمل اعلامي متخصص من خلال احياء قنواتها الاعلامية المختلفة "الغائبة عن المشهد" وعبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة للدفاع عن قراراتها وبكل ثقة وهمة ومسؤولية ، وبث رسائل موجهه هامة للتحذير من خطر الاستهدافات المربكة ، ومواجهة مروجي "الترندات" المسيئة ، والرد على "التلفيقات" والشائعات ، مع اهمية التصدي لمحاولات "تقمص" دور ومسؤولية الوزارة ، مع تنوير الراي العام بالمسؤولية الجزائية التي تحدد من خلالها العقوبة التي ينتظرها من يلعبوا تلك الادوار خاصة ، ردعا لكل مخالف ، وحفاظا على المجتمع من مَغَبَّةِ ذلك الُجرم وما يتبعه من آثار سلبية ، ومناشدة المجتمع بأسره توخي الدقة في المتداول من أخبار وبيانات متعلقة بذلك ، وتَبَيُّن صحتها من مصادرها الرسمية، وعدم الانسياق وراء الأخبار والبيانات أو نشرها وإعادة تداولها والتي تلحق الضرر بالمصلحة ابنائنا الطلبة عامة، والتحلي بروح الوعي والمسؤولية في هذه المرحلة.

وأخيرا دعوني أقول موجها حديثي لكل أبناء الأردن الشرفاء إن ما كان يرتكب من تحريض متعمد وبالصورة التي كنا نراها لا يستهدف "شخص مسؤول" بعينه كما "يعتقد" البعض ، بل ان ذلك اساءة واضحة بحق الوطن ، فالمرحلة بحاجة لكل المخلصين ، اذ ان الأضرار والعواقب الوخيمة التي نجمت عن تلك الاساءة لم تنذر فقط بضعف وتدن في سمعة منظومتنا التعليمية ، بل إن ذلك أكثر إيلاما بنتائجه الوخيمة والمدمرة لمستقبل الأجيال ومستقبل بلدنا ، إضافة إلى كل ما تلحقه من أضرار تمس جل القيم والأخلاقيات التي نزرعها في نفوس وعقول آبنائنا الطلبة لتتحول مع الأيام إلى بذرة شيطانية قد يصعب اجتثاثها واستئصالها ما دام المعنيون لم يحركوا ساكناً في هذه الفتره المهيئة لنموها وانتشارها .

أجل أيها الأعزاء حتى لا نندم حيث لا ينفع الندم ، كان لابد من التعامل مع هذه الظاهرة بوسائلها المختلفة بكل حزم وهمة وإجراءات صارمة ، من اجل حق أبنائنا في التعليم والأجيال والوطن .

والله ولي التوفيق





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :