في يوم من الأيام، كان هناك شاب يُدعى خالد، يعمل في مؤسسة حكومية في مدينة دبي. كان خالد طموحًا جدًا ويحب استكشاف كل ما هو جديد في مجال التكنولوجيا. مع مرور الوقت، وأثناء حضوره إحدى ورش العمل التي تعقدها كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، سمع من المحاضر أن العالم يتغير بوتيرة سريعة وبشكل مذهل "آسي"، وأن التكنولوجيا تتطور باستمرار. وأوضح المحاضر أن سوق العمل يتطلب مهارات جديدة ومتنوعة. بعد انتهاء الورشة، بدأ خالد يشعر بالقلق حيال مستقبله المهني، وقرر أنه بحاجة إلى تعلم مهارات جديدة ليكون قادرًا على التكيف مع هذه التغيرات السريعة.
قرر خالد الجلوس والتفكير في مسيرته المهنية وأهدافه المستقبلية، حيث أدرك أن التكيف مع هذه التغيرات يتطلب منه ليس فقط مواكبة التطورات، بل والاستعداد للمستقبل من خلال تعلم مهارات جديدة يمكن أن تفتح له آفاقًا أوسع وفرصًا أكبر. فالتكنولوجيا تغير كل جوانب حياتنا، من طريقة العمل إلى كيفية التواصل، وحتى حاجتنا لتحليل البيانات وتعلم تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
تذكر خالد عبارة كان يرددها له والده دائماً عند القدوم على عمل جديد أو محاولة تعلم شيء جديد، فقد كان يقول له دائمًا "طول بالك". هذه العبارة كانت تذكره بأهمية الصبر والمثابرة في تحقيق الأهداف، وأن الأمور لا تأتي بالسهل، بل التقدم والتعلم بحاجة إلى الصبر وطولة البال.
بدأ خالد رحلة التعلم، وقام بتحديد الأهداف التي يريد تحقيقها. أراد أن يتعلم عن الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والتفكير التصميمي، وتحليل البيانات، بالإضافة إلى تحسين مهاراته الشخصية مثل القيادة والتواصل الفعال. بدأ بالبحث عن الموارد المتاحة على الإنترنت، ووجد العديد من الدورات التدريبية والكتب والفيديوهات التعليمية.
خصص خالد وقتًا محددًا كل يوم لتعلم المهارات الجديدة، وكان ملتزمًا بالانتظام والاستمرارية. لم يكن الأمر سهلاً في البداية، فقد واجه العديد من التحديات والصعوبات. لكن خالد كان يعرف أن الصبر والمثابرة "طولة البال" هما المفتاح لتحقيق النجاح. بدأ بتطبيق ما تعلمه في مشاريع حقيقية في الجهة الحكومية التي يعمل بها، مما ساعده على ترسيخ المعلومات واكتساب الخبرة.
مع مرور الوقت، بدأ خالد يلاحظ التحسن الكبير في مهاراته وثقته بنفسه. تعلم مجموعة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي وكيفية حماية المعلومات والبيانات من التهديدات الإلكترونية. كما اكتسب مهارات التفكير التصميمي التي ساعدته على حل المشكلات بطرق مبتكرة وإبداعية. أصبح قادرًا على تحليل البيانات واستخراج الأفكار منها، مما جعله شخصًا حيويًا ومطلوبًا في سوق العمل داخل المؤسسة وخارجها.
لم يتوقف خالد عند هذا الحد، بل استمر في تعلم المزيد من المهارات الجديدة. أدرك أن التعلم المستمر يعزز الثقة بالنفس ويزيد من الإحساس بالإنجاز. تعلم مهارات جديدة لم يكن فقط مفيدًا لمهنته، بل كان تجربة ممتعة ومثيرة ساعدته على النمو على الصعيدين الشخصي والمهني.
في النهاية، أدرك خالد أن عبارة "طول بالك" تعكس أهمية الصبر والمثابرة في تحقيق الأهداف، وأن تعلم مهارات جديدة يتطلب وقتًا وجهدًا، لكنه استثمار يعود بالنفع الكبير على المستقبل. التحلي بالصبر والاستعداد للتعلم المستمر فتح أمامه أبوابًا جديدة وفرصًا لا تُحصى.
قصة خالد درسًا للجميع. في عالم يتغير بسرعة، التكيف والتعلم المستمر هما المفتاح للنجاح. فلنبدأ اليوم في اكتساب المهارات التي يحتاجها المستقبل، و"طول بالك" في رحلة التعلم المستمرة.
* صالح سليم الحموري/ خبير التدريب والتطوير كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية.