الدفاع عن النفس بالمفهوم الغربي
كمال زكارنة
15-07-2024 10:04 AM
وفقا للعقيدة والسياسة الامريكية والاوروبية ،فان الدفاع عن النفس عمل محرم على معظم شعوب ودول الارض ،لكنه مباح ومتاح ومبرر للكيان الغاصب لفلسطين، المدعوم والمسنود امريكيا واوروبيا، وعلى المقاس والقياس الذي يرونه مناسبا، ويخدمهم ويخدم مصالحهم.
لم اعرف ولم اسمع عن مجرم حرب، عبر التاريخ ولا في الوقت الحاضر، حظي ويحظى بكل هذا التأييد والدعم والاسناد والحماية والرعاية، مثلما هو مجرم الحرب نتنياهو، الذي يرتكب ابشع وافظع الجرائم والمذابح والمجازر في قطاع غزة، على مرأى ومسمع العالم اجمع .
ستة وسبعون عاما من الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية، تخللها مئات المجازر والمذابح ضد الشعب الفلسطيني على ايدي المحتلين، وبحسب العقيدة الامريكية والاوروبية، فانه ليس من حق الشعب الفلسطيني الدفاع عن النفس، بل ربما تكون جميع اعتداءات الاحتلال وعصاباته المجرمة على الشعب الفلسطيني، تندرج امريكيا تحت بند الدفاع عن النفس، ضد مخاطر محتملة او مفترضة، قد تحدث بعد عشرات السنين، بنسب اقل من صفر بالمئة.
الدعم والتأييد الامريكي والاوروبي والشرق اوسطي، الذي يتلقاه نتنياهو في عدوانه الاجرامي البربري على الشعب الفلسطيني، غير مسبوق ولم يحصل عليه غيره، لا في الكيان الغاصب ولا في اي دولة اخرى في الشرق الاوسط او العالم.
هذا الدعم اللا محدود والتأييد السياسي المطلق، الذي يعوم فوقه نتنياهو شخصيا، جعل منه شخصا عنيدا فولاذيا، يرفض كل الحلول، ليواصل جرائمه النكراء ضد اطفال ونساء وشيوخ قطاع غزة، حتى يحقق هدفه الاستراتيجي والاساسي، وهو ازالة قطاع غزة من الوجود، ومسحه من على وجه الارض، ولن يوقف نتنياهو عدوانه على القطاع، الا بعد ان يحقق هدفه الاستراتيجي المذكور، او ان تحدث معجزة مفاجئة.
بعد تسعة اشهر من الحرب، ودخول العدوان الاسرائيلي شهره العاشر، كل شيء اصبح واضحا ومكشوفا، والمواقف ساطعة كشمس الضحى، يمكن تلخيصها بعدد محدود من الكلمات، اسرائيليا لا وقف للعدوان والقتال في قطاع غزة، دوليا وشرق اوسطيا كل الدعم والتأييد للاحتلال الاسرائيلي وسحق الشعب الفلسطيني، فلسطينيا المزيد من المذابح والمجازر والدمار، وزيادة صاروخية في اعداد الشهداء والجرحى والاسرى، وتضييق الخناق والحصار اكثر واكثر، والتخلي المتسارع عن الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، بل والتحول لمعاداته واستعدائه.
المواقف الاقليمية والدولية المريحة جدا بالنسبة لنتنياهو، تجعله اللاعب الوحيد في الميدان، لا احد ينافسه ولا يتصدى له، كما تجعله المجرم الاعنف والاكثر عنادا ووحشية واجراما وارهابا اقليميا ودوليا.
لكن لسوء حظ مجرم الحرب نتنياهو، فان كل هذه الامتيازات والمزايا الاقليمية والدولية الحريرية، التي يتقلب بينها، لم تحمه من المقاومة الفلسطينية التي قصمت ظهره، وقطعت اطرافه، وعلى وشك ان تجز رقبته، بعد ان داست على رأسه.