facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما بين الأقلام المأجورة والسحيجة .. تضيع الحقيقة


محمود الدباس - ابو الليث
14-07-2024 08:24 AM

في خضم الحياة اليومية.. ودوامة الأحداث السياسية والاقتصادية.. يظهر على الساحة الإعلامية مصطلحان غالباً ما يتردد صداهما في مجالس النقاش وعلى صفحات الصحف والمواقع الإلكترونية.. "الأقلام المأجورة" و"السحيجة".

هذان المصطلحان.. رغم أنهما يحملان في طياتهما توجيه انتقاد لاذع،. إلا أن استخدامهما المتكرر قد يكون في غير محله.. الامر الذي يطرح أسئلة جوهرية حول دور الإعلاميين والكتّاب في المجتمع وحقهم في التعبير عن آرائهم.

الأقلام المأجورة.. وهي تلك التي تبيع كلماتها وخطوطها لأصحاب النفوذ.. ليست بالسر المستور في عالم مليء بالمصالح المتشابكة والتأثيرات المتبادلة.. ولا يمكن بحالٍ إنكار وجود كُتاب وصحفيين يوجهون آرائهم وفق ما تتلقى جيوبهم من أموال.. أو ما تملي عليهم مصالحهم الشخصية.. فهؤلاء قد يكونوا مأجورين للدولة.. أو لمسؤولين.. أو حتى لرجال أعمال وتجار ووجهاء.. يبحثون عن تلميع صورتهم.. أو تمرير أجنداتهم.. وفي ظل هذه الحقائق.. نجد أن مصداقية الإعلام تصبح محل تساؤل دائم.. ويصبح من الصعب على القارئ العادي التمييز بين مَن يكتب بصدق ومَن يكتب لأجل أجر والمصلحة الشخصية.

أما السحيجة.. فهم أولئك الذين يتغنون بالدولة أو الحكومة او اصحاب النفوذ في كل شيء.. ولا يقبلون بذكر سلبياتهم.. وهؤلاء بحماسهم المفرط.. وتأييدهم غير المشروط.. يعكسون صورة نمطية عن المجتمع الذي يخشى من الانتقاد.. ويعتبر الولاء المطلق هو السبيل الوحيد للنهوض والتقدم.

ولكن.. المشكلة الأكبر تظهر عندما يتم نعت كل من يُظهر إيجابيات جهة معينة.. أو يثني على إنجازاتها.. بالسحيج.. حتى وإن كان هذا الثناء مستحقاً وصادقاً.

في هذا السياق.. نجد أن هناك كُتّاباً وصحفيين.. ينظرون إلى الأمور بعين المصداقية والموضوعية.. فيتحدثون عن الإيجابيات عندما يرونها.. وينتقدون السلبيات بأسلوب محترم دون السقوط في فخ الشتائم والانتقادات الجارحة.

هؤلاء يكتبون بضمير حيّ وبموضوعية.. ويسعون لنقل الحقيقة كما هي.. دون تملق أو تزلف.. ولكن.. وللاسف.. بدلا ً من أن يتم شكرهم على موضوعيتهم وحيادهم.. يتعرضون للتنمر والاتهامات الباطلة.. فلماذا يتم نعتهم بالأقلام المأجورة أو السحيجة؟!.. ولماذا لا يتم تقديرهم عند انتقادهم السلبيات بأسلوب محترم؟!.

الإجابة على هذه التساؤلات تكمن في الفهم العميق لدور الإعلام والصحافة في المجتمع.. فالإعلام هو صوت الناس.. ومرآة تعكس واقعهم بأبعاده المختلفة.. وعندما يسعى الإعلامي لعرض الحقيقة.. سواء كانت إيجابية أو سلبية.. يجب أن يُقابل بالاحترام والتقدير.. وليس بالتنمر والاتهامات.. فالنقد البناء هو أساس التقدم.. والتعبير عن الإيجابيات ليس عيباً.. بل هو جزء من رسالة الإعلام في نقل الصورة الكاملة للمشهد.

وعلينا أن نعي انه من الخطورة بمكان.. أن نصم آذاننا.. ونعمي عيوننا عمَّا يكتب ويخط ويقول هؤلاء الكُتاب والصحفيين.. الذين يسعون لنقل الحقيقة بموضوعية.. فعدم الاستماع لهم.. والتصدي لهم بالنعوت الجارحة.. يساهم في تضليل الرأي العام.. ويجعل الحقيقة ضحية لهذه التصرفات.. وبتهميش هؤلاء الكُتاب.. نخسر فرصة ثمينة لفهم الجوانب الإيجابية والسلبية لأي قضية أو حدث.. ونسمح بتسرب المعلومات المشوهة والمغلوطة للمجتمع.

ختاماً أقول.. يجب أن نكون واعين بأن السعي للتوازن والحيادية في الكتابة.. هو مهمة شاقة.. وتتطلب شجاعة وصدقاً من الكاتب.. وعوضاً عن توجيه الاتهامات الجاهزة.. يجب أن نشجع هؤلاء الذين يسعون لنقل الحقيقة بموضوعية ومهنية.. ونقدر جهودهم في بناء مجتمع واعٍ ومثقف.

وبذلك.. نرتقي بفهمنا للإعلام ودوره الصحيح القويم.. ونساهم في بناء بيئة إعلامية صحية.. تساهم في تنمية المجتمع وتقدمه.. ونحافظ على الحقيقة من الضياع في وسط امواج الصراعات والتجاذبات العاتية والمتلاطمة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :