أن تعرف كيف يفكر اتحاد كرة القدم، فهذا أمر بات من المستحيلات، حيث القرارات المفاجئة والصدامية والتي تصل أحيانا إلى حد تصنيفها في قائمة المناكفات مع الأندية التي وضعت نفسها في موقف صعب، وفي تحد حقيقي، بعد أن ضرب الاتحاد بطلباتها عرض الحائط، ونفذ ما خطط له، معلنا ضمنا أن طلبات تلك الأندية لا علاقة لها بالواقع وتلحق الضرر بالكرة الأردنية عامة وتضرب تحضيرات المنتخب الوطني، وبالتالي لا حاجة للاستجابة لها.
الأندية سبق وأن صرحت أنها لن تلعب الدوري في حال لم يوافق الاتحاد على تأخير انطلاقته، ليأتي رفض الاتحاد لهذا الطلب، ويضع مصداقية الأندية أمام جماهيرها على المحك، خاصة وأن الأندية خرجت في تصريحات إعلامية مفادها أنها لن تلعب في حال لم يتم تأخير الدوري.
اتحاد الكرة خاطب أندية المحترفين، معلنا وبكل ثقة رفضه لطلب الأندية بتأخير انطلاقة دوري المحترفين، مع رسائل غزل واغراء بين السطور تلمح إلى الرغبته برفع قيمة الدعم المالي للأندية من خلال الاعلان عن اتفاقية رعاية قادمة.
قرارات الاتحاد وضعت الأندية في موقف محرج مع جماهيرها، فالمتابع اعتاد على تراجع الأندية أمام الاتحاد في كل المواجهات السابقة، والآن تقف إدارات الأندية أمام تحد حقيقي بعد أن توعدت بعدم اللعب في حال تثبيت موعد الدوري، ما يوحي بصدام عنيف وفق المؤشرات، ما لم تعد الأندية لمشهد الرضوخ لقرارات الاتحاد.
الأندية وضعت نفسها في خانة "اليك"، فإما أن تثبت حضورها وتصر على موقفها، وإما أن تعود للمشهد المعتاد بالخروج في هذه المعركة وهي تجر أذيال الهزيمة، فيما يكمن الخروج من هذا المشهد بخلوة حقيقية (في الوقت الضائع) تضم نخبة الفنيين والإداريين من خارج الاتحاد.
خلاصة القول إن تفرد اتحاد الكرة بقرارات مهمة تمس الأندية نفسها، هو من خلق هذه الحالة السلبية في الكرة الأردنية، وأن غياب المختصين في الشؤون الفنية، وحجب أصحاب الاختصاص في مثل هذه الحالات هو الذي دفع الاتحاد لقرار دكتاتوري بتحديد موعد الدوري دون التشاور مع إداريي ومدربي الأندية وهم الأكثر قدرة على اختيار القرار الأنسب.
المهم في الموضوع أننا أمام فرصة تاريخية لبلوغ المونديال، وما يحصل حاليا لا يخدم تحقيق حلم التأهل.. المطلوب كلمة رجل رشيد ينهي هذا الصدام.
الغد