هذا هو شعار مبادرتنا في الملتقى الوطني للتوعية والتطوير والفرق التطوعية للمؤتمر الوطني العام للشباب لطالما اصبحت حوادث السير في الاردن هما جاثمنا على امننا الاجتماعي وسلمنا الوطني٠ حقيقة ان ظاهرتي حوادث السير والمخدرات من الظواهر السلبية التي باتت تهدد السلم المجتمعي والسلامة الوطنية وقد اصبح من المسؤولية المجتمعية ان تشارك كافة القطاعات في التصدي لمخاطرهما.

وبالنسبة لحوادث السير في الاردن ورغم ماتقوم به اجهزة المرور وشرطة السير والدوريات الخارجية من مخالفات مغلظة الا انه لازالت حوادث المرور المروعة تفاجئنا بين فينة واخرى كحوادث التصادم والتدهور والدهس وسببها مخالفات السائقين لقواعد المرور الامنة وعدم الالتزام بها وفي معظمها تتلخص باسباب محددة كالسرعة المفرطة وعدم الانتباه واستخدام الهاتف الخلوي وعدم التقيد بحزام الامان والتجاوز الخاطئ اضافة الى عدم تقيد المشاة احيانا بالممرات الامنة لمرورهم وكذلك هناك اسباب فنية تتعلق برداءة صيانة بعض المركبات والظروف الهندسية والجغرافية للطريق

ان قيادة المركبات مرآة لثقافة المجتمع وانعكاسا لرقيه الحضاري وتعبيرا عن مدنية سلوكه افراده ومواطنتهم الصالحة وكلما خفت الازمات المرورية وقلت المخالفات وانخفظت حوادث السير كلما كان ذلك تعبيرا عن تقدم هذا المجتمع ورقيه الثقافي وازدهاره الحضاري.

والسؤال المطروح كيف لنا ان نحسن من مستوى جودة البيئة المرورية في الاردن ؟
لابد من تشاركية بين كافة القطاعات لتعزيز ثقافة التزام السائقين بقواعد السير الامنة والتي بات يفهما الجميع وتتنادى بها كافة المنابر الاعلامية وتؤكدها ادارة السير في مديرية الامن العام خلال حملات التوعية والتثقيف المروري وكذلك من خلال مخالفاتها التي تزايدت مؤخرا رغم تذمر المواطنين من كثرة المخالفات الغيابية ومع ذلك لازالت هناك حوادث وتجاوزات ترتقي لان تكون عصيانا على الاخلاق المرورية وعربدة على قوانين المرور ٠

مؤخرا ترأس سمو ولي العهد الامير الحسين الاجتماع لاعضاء اللجنة الوطنية للسلامة المرورية وركز سموه على توجيهات جلالة الملك بوجوب توجيه المجتمعات لتكون شريكة في توفير ببيئة مرورية آمنة في الاردن وتعزيز الجهد الوقائي من حوادث السير من خلال التوعية والتثقيف المجتمعي والتحفيز على تنمية وتطوير ثقافة الالتزام بقواعد المرور
كما جاءت توجيهات مدير الامن العام .

لتوكد على ضرورة تظافر الجهود الوطنية والتنسيق بين كافة الدوائر المعنية في مديرية الامن العام ليساهم الجميع في مواجهة حوادث السير وتنمية بيئة مروية آمنة في الاردن.

وبهذا التوجه الوطني فقد اصبح من المسؤولية على كافة اطياف المجتمع وخاصة الشباب ان يساهمو في ايجاد بيئة مرورية آمنة كما على منظمات المجتمع ومؤسساته التطوعية والقطاع الخاص واجبا انسانيا ووطنيا بتجسيد المسؤولية المجتمعية تجاه ظاهرة حوادث السير والحد منها مم خلال مبادرات تساهم في تدعيم السلم والطمأنينة المجتمعية من مخاطر حوادث السير.

مايؤسفنا ان الاستجابة من مؤسسات القطاع الخاص لتبني المبادرات الاجتماعية التوعوية لاترتقي الى مستوى التأثير في انجاحها ورغم ان في كل الدول المتقدمة والمجتمعات المتحضرة تلعب مؤسسات القطاع الخاص دورا هاما في دفع عجلة التنمية الاجتماعية ورفد مؤسسات المجتمع بالدعم والرعاية لمبادراتها التي ترتقي بها الا ان هذه الثقافة لازالت قاصرة في معظم مؤسسات القطاع الخاص في الاردن ولاتلقى تلك الدعوات من المنظمات الاجتماعية والمبادرات الشبابية الاستجابة الكافية منها وقد لاتتجاوز في بعضها حدود المجاملة ورفع العتب وعتبنا في ذلك على المؤسسات الربحية الكبرى والبنوك وشركات التأمين والخدمات التي تحقق ارباحا طائلة وموردها من المواطنين الذين نتسائل اليوم كيف لنا ان نعزز امنهم وطمأنينتهم وسلامتهم من المخدرات وحوادث المرور ٠
معا نحو بيئة مرورية آمنة في وطننا ولنجعل من قيادة المركبات سلوكا حضاريا راقيا يعبر عن رقي مجتمعنا ٠