أصبحت فكرة الأصول والمنابت، وفكرة على قدر أهل العزم، وفكرة أهل الهمة، من إرث الماضي ليظهر لدينا الآن الأردن الجديد بتنوعه الخلاق والفسيفساء الملونة التي تشكل نسيجه المجتمعية والوطني الانتاجي بالضرورة للمرحلة القادمة .

أردن المواهب الذي يقدر طاقات الشباب و يعززها و يفيد منها بكل إبداع و ريادة و ابتكار مستلهما التراث العربي الإسلامي بكل مشتملاته الحضارية ومواكبا لمستجدات العصر الجديد ومنتجات الثورة الصناعية الخامسة و العصر الثاني للآلة من حيث الرقمنة والذكاء الاصطناعي وتأثيراتها على الاقتصاد، فيعبر عن أرقى درجات الأصالة والمعاصرة و تظهير الهوية الثقافية كما يجب .

اليوم ونحن على مقربة من موعد الانتخابات النيابية لمجلس النواب العشرين الذي يعبر عن الارادة الحرة الراشدة للمواطنين الأردنيين لتقديم ممثليهم في البرلمان، نكون أمام امتحان جديد للوعي السياسي المتقدم و اختبار حقيقي لمفهوم الوطنية الحقة الخالصة لمصالح الاردن العليا و مجابهة تحدياته، وهذا هو الاعتبار الأساسي والأكثر أهمية وذو الأولوية القصوى والذي يعلو على سائر الاعتبارات المحلية الأخرى كالعشائرية و الحزبية و الإقليمية و الجهوية و الطائفية و الشللية المصلحية الضيقة .

وبعد كل ما قدمته الدولة الأردنية من خطاب تقدمي تنويري مدني ريادي خلال أكثر من مئة عام من عمرها المديد، من الجدير بمكان أن تكون نوعية الناخب على مستوى عالٍ يتوافق مع مستوى دولته المتقدم بهذا الشأن، ومن الضروري أن يظهر مدى تقدمه ليسير الوطن جنبا إلى جنب مع كافة مكوناته ومثل البيت الواحد الكبير الذي ينزع دائما نحو الخيرية والصالح العام.

حمى الله الوطن في ظل قيادة هاشمية ملهمة حكيمة التف حولها الأردنيون الغيارى ليكونوا علامة فارقة في الزمان بالديمقراطية والوحدة و الإنجاز.

والله من وراء القصد ..