facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما بين القلمين ..


محمود الدباس - ابو الليث
12-07-2024 12:42 PM

في عالم الإعلام يشكل أسلوب الكتابة عنصراً جوهرياً يميز بين الإعلام الرقمي والإعلام التقليدي.. ورأيي المتواضع بان الكتابة في الإعلام.. سواء التقليدي أو الرقمي.. لا تتطلب بالضرورة دراسة أكاديمية في الصحافة والإعلام.. فيمكن للكُتاب أن يكونوا هواةً متمكنين من اللغة وتطويع المفردات.. فيتقنون فن الكتابة من خلال التجربة والممارسة.. والفرق بين الأسلوبين يكمن في الطريقة التي يتم بها تقديم المحتوى وتوجيهه لجمهور المتابعين..

دعونا في هذه العجالة نتأمل في الفوارق بين هذين الأسلوبين.. وكيف يعكس كل منهما احتياجات وتوقعات الجمهور والمتابعين.. من خلال هذه المحاكاة والتصوير السريع.. التي استشفيتها من واقع اعرفه..

في صباح يوم مشمس.. يستيقظ ماجد الصحفي المخضرم في إحدى الصحف اليومية.. يذهب الى مكتبه لكتابة مقاله الأسبوعي.. فيجلس أمام جهاز الكمبيوتر الخاص به.. يحتسي كوب القهوة.. ويشعل سيجارته -إن كان من المدخنين- ويبدأ بتشكيل أفكاره.. يعلم ماجد أن قراء الصحيفة ينتظرون منه مقالاً متكاملاً.. ويعتمد على البحث والتحليل والاستقصاء.. يحرص على استخدام لغة رسمية.. تتسم بالرزانة والرصانة والعمق.. ويعمل على صياغة مقدمته بحذر شديد.. لجذب انتباه القارئ من السطر الأول..

ماجد يعلم أن المقال سيمر بمراحل تحريرية متعددة.. حيث سيخضع لمراجعة من قبل المحررين.. مما يضمن دقة المعلومات وجودة الأسلوب.. وسيتم مواجهته بنقد لاذع اذا ما تم السهو عن شيء.. او نقل معلومة مغلوطة في ثنايا المقال..

في المقابل.. نستطيع أن نتخيل محمود.. ذلك الكاتب الهاوي في إحدى المواقع الإخبارية على الإنترنت.. حيث يستيقظ محمود على اصوات الإشعارات المختلفة والمتدفقة على هاتفه الذكي.. تحمل أخباراً عاجلة.. وقضايا وافكار مختلفة.. تحتاج إلى تغطية فورية.. يجلس محمود في مقهى مزدحم.. او على مقعد سيارته التي اوقفها على جانب الطريق.. يفتح هاتفه الذكي.. ويبدأ في كتابة مقاله..
فيتوجه محمود مباشرة إلى صلب الموضوع.. مستخدماً عناوين جذابة وغير تقليدية.. وقد يضمنه بعض الصور الحية لتعزيز المقال.. يعلم محمود أن الجمهور الرقمي يبحث عن المعلومات السريعة والمباشرة.. لذا يكتب بأسلوب مرن وجذاب.. يلتقط انتباه القارئ في ثوانٍ معدودة..

نجد أن كتابة المقال في الإعلام التقليدي أكان ورقيا او رقميا بطابع تقليدي.. تمتاز بالتأنّي والتحليل العميق... فيعتمد الكاتب على بناء المقال بترتيب منطقي.. مقدمة.. تعقبها تفاصيل وأدلة.. ثم خاتمة متماسكة..

يستخدم اللغة الرسمية والأسلوب الأدبي العالي.. ويحرص على تقديم معلومات موثوقة ومدعومة بمصادر قوية.. لانه يعلم بان القارئ هنا.. يعتمد على الصحيفة او الموقع الاخباري للحصول على تحليل معمق.. ووجهات نظر متعددة حول القضايا المطروحة..

أما في الإعلام الرقمي غير التقليدي.. فيكون الأسلوب أكثر مرونة وتفاعلية.. فيُستخدم أسلوب الكتابة السريع واللافت.. ويتم التركيز على العناوين الجذابة والمحتوى المرئي او الكتابة التصويرية لتعزيز المقال.. لان الكاتب هنا يعلم يقينا.. بأن القارئ الرقمي يتصفح المحتوى بسرعة.. لذا يعتمد الكاتب على لغة مباشرة وبسيطة.. مع إمكانية تحديث المقال بشكل مستمر ليتماشى مع التطورات الفورية..

في نهاية اليوم.. يظل كلا الأسلوبين يحملان قيمة خاصة.. فالكتابة التقليدية توفر للقارئ عمقاً وتحليلاً دقيقاً.. بينما تتيح الكتابة الرقمية سرعة الوصول.. والتفاعل الفوري مع الأحداث..

وفي هذا العالم المتغير.. يكمل هذان الأسلوبان بعضهما البعض.. ليقدما للجمهور والمتابعين تجربة إعلامية متكاملة.. تلبي احتياجاتهم وتوقعاتهم المتنوعة..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :