facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أطيب فناجين القهوة


د. صبري ربيحات
11-07-2024 07:33 AM

الاردنيون ريف بكل ما فيه من خير وحب وعطاء وبيوتهم هي هي كما وصفها الشاعر المرحوم عبدالله اللوزي منذ قرابة قرن من الزمان "جنات للمسايير" .

مساء يوم الأربعاء سعدنا بتلبية دعوة كريمة على العشاء في مغاريب السلط وعلى بساط احد اكثر الأردنيين تعلقا بالأرض وشغفا لاستكشاف جمالياتها واسرارها.

مع قرب حلول المساء انطلقت انا وعبود من منزلنا نحو شارع مكة لينظم لنا الصديق الاستاذ سمير الحياري الصحفي العتيق ومؤسس موقع عمون الإخباري وراديو نون لنتوجه بعدها الى مغاريب السلط ونلتحق باصدقاء لنا ممن لبوا دعوة الاستاذ احيا عربيات للعشاء والسمر على احدى اجمل تلال ام زيتونه وفي بيت الشعر الجميل الذي اتخذ موقعا يمكن ان تناظر منه مرتفعات صويلح والحمر وتخترق الافق المطل على كل التلال الممتدة لعشرات الاميال شرقا وغربا وجنوبا .

بكل الدفء السلطي المعهود استقبلنا الصديق الذي احرص على متابعة منشوراته التي تقع في صلب اهتمامي واتعلم منها الكثير وقابلنا في بيت الشعر الانيق إخوته وابناء عمومته واصدقاءه وسعادة الشيخ النائب عبدالحليم عربيات الذي يحمل اسمه كل إرث اسرة الحمود العربيات وتراكم فضائلها وطيب ونبل خلقها الذي اكسبها احترام رجالات الماضي والحاضر .

تحت ظل البيت التراثي المؤنس التقينا برفاقنا المدعوين حيث كان الدكتور طلال الشرفات والأستاذ احمد سلامة والباشا محمد البدارين قد وصلوا الى المكان قبلنا .

لا ابالغ اذا قلت انني اليوم تذوقت قهوة عربية تتفوق في مذاقها على الاف فناجين المحبوبة السمراء التي تذوقها من قبل . نعم من الرشفة الأولى أحسست بمذاق وطعم اطيب يداعب ويستحث حويصلات التذوق في فمي لاطلب المزيد ويطلب رفاقي المزيد من هذا المذاق الذي يفوح في ارجاء المكان.

القهوة التي يعدها أحيا العربيات تستحق ان تمنح كل الميداليات التي تمنح تخليدا للأطباق والوصفات والابتكارات. لا اظن ان احيا اكترث كثيرا لاشادتنا فهو متعود على هذا المذاق الذي ابهرنا لكن المؤكد اني ساعود لاستفسر منه عن وصفة الاعداد التي يتبعها ليقدم لضيوفه هذا المذاق الأسر.

في الامسية التي فاض فيها المضيف علينا بكل أشكال الكرم تحدثنا في السياسة والتاريخ والجغرافيا والاقتصاد والصحافة واتينا على ذكر الرجالات الذين اشغلوا فضائنا السياسي والاجتماعي والفكر بحضورهم الطافح .واطلعنا احيا العربيات على كيف نمت وتطورت المغاريب التي بدأت نهضة العمران فيها منذ منتصف الثمانينيات لتكتظ التلال المتقابلة بالفلل والقصور وتتلألأ بالانوار التي تبدو ليلا كالذهب المنثور .

الباشا تيسير العربيات كان مفاجأة الأمسية حيث تكرم علينا بفتح صناديق ذاكرته التي حملت عشرات القصص والاحداث وامتهنا وهو يمارس فن البوح والتعبير .

اليوم عشنا يوما من ايام القيض الذي عاشه آبائنا واجدادنا .هذا الموسم الذي يبدأ مع نهايات الحصاد وينتهي بعد ان تغبر الكروم وينضب إمداد التين والصبر والعنب وتمد الامهات انوال النسيج واعمال ترميم بيوت الشعر والبسط التي يجري اعدادها قبل دخول الشتاء ليجري بسطها وتزيين المجالس بها مع مطلع الربيع...

السهر والتزاور مع احيا ومن هم على شاكلته يحي في النفس مشاعر جمدت لكنها لم تنتهي...شكرا ايها الصديق وتحية محبة للسلط التي ستبقى نبعا ترتوي منه النفوس العطشى ومخزن عز ووطنية وحب وفخار .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :