عندما غاب مهرجان جرش عام 2008 واستُبدل بمهرجان آخر.. طلب مني احد المسؤولين العمل معهم .. لكنني اعتذرتُ .. وعندما سألني عن سبب ذلك .. قلتُ له وامام حشد من الصحفيين والإعلاميين:
هل تعرف معاليك معنى ان تحب شيئا او شخصا لمدة ربع قرن؟
هذه حكايتي مع مهرجان جرش.
طبعا استغرب والله استهجن ردّي وربما ظن أنني من جيل " انقرض "
وربما قال بينه وبين نفسه : شو هالمجنون ؟ لسه في حدا بيحب هالايام؟
معذور معاليك
وانا معك بان الحب والعشق في حياتنا أمر نادر والإخلاص والوفاء أصبح من الزمن الماضي.
لكن ما تفعل لكائن مثلي
ما زال يعاني من مرض مُزمن اسمه " حب مهرجان جرش "؟
قد يظن بعض الناس أن علاقتي بالمهرجان مفروشة بالورود دوما.
وهذه نصف الحقيقة
اما النصف الآخر فهي أنني عانيتُ وكما يقول كاظم الساهر في قصيدة ليلى " عانيتُ .. عانيتُ ".
وتعرضت مسيرتي في " جرش " ل " مطبّات " كانت كافيه لان اغادر المكان واخلع قلبي في المدرجات.
لكنني بقيتُ " صامداً " و " وفيّاً " وكما تقول نجوى كرم " بيسمّوني الوفيّة ".
بقيتُ صامدا و " صامتاً " حتى في أسوأ الظروف ولم أنطق بحرف او كلمة عندما استُبعدتُ عنه .. وبقيتُ عاشقا ل " شارع الأعمدة " و " المسرح الجنوبي " و" المسرح الشمالي " و" الساحة الرئيسية "و مسرح الصوت والضوء.
بقيتُ عاشقاً و وفيّاً للكيان والمكان والكرتفال وفرح الناس الذين اعتادوا ان يمارسوا بهجتهم في مكان عالمي جميل اسمه " مهرجان جرش ".