facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأحزاب الأردنية تعجم اعوادها


د. صبري ربيحات
10-07-2024 10:47 AM

في الرواية التاريخية لظروف تعيين الحجاج بن يوسف الثقفي واليا على العراق ان الخليفة الأموي الاكثر شهرة والابلغ أثرا احتار في أمر العراق ففكر كثيرا وأطال البحث عن رجل فيه من السجايا والمزايا والخصال ما يمكنه من ان يضبط الاوضاع ويضع حدا للقلاقل والفتن التي كانت مصدر ازعاج للخلافة الأموية فاختار الحجاج واسند له الولاية قائلا " يا حجاج لقد جمعت اعوادي وعجمتها فوجدتك أكثرها صلابة وعليه فاني اكلفك القيام على أمر العراق واني على ثقة بأنك اهلا لذلك"

صحيح ان الحجاج كان شديدا وحازما واستطاع ان ينهض بكل مسؤولياته في العراق التي اعاد لها كل ما راى الخليفة انها بحاجة اليه الا ان الناس لم يكونوا على وفاق مع الحجاج ولم يرق لهم تهدبده ووعيده ...

ايا كانت سيرة الحجاج ومع الاقرار بان للرجل انجازات كبيرة لم تنتقص منها قساوته وبطشه وظلمه الا ان ما يهمنا هنا ما قاله الخليفة عبدالملك بن مروان عن عملية الاختيار وإجراءات التمحيص التي كان يقوم بها الخلفاء وهم يبحثون عن الرجالات والاشخاص الذين يولونهم أمور الناس وياتمنوهم على مصالحهم ومصائرهم وتشبيه الترشيح والاختبار كجمع الاعواد وتفحصها بحثا عن أكثرها ملائمة للمهمة التي ستنسد لمن يجري اختياره.

لا اعرف ان كانت قيادات الاحزاب قد نهجت نهج ابن مروان في اختيار مرشحيها الذين ظهروا في القوائم المعلنة والاخرى التي لا تزال في طريقها لمنصات الإعلان.

من الواضح ان الاحزاب تعيش حالة نشوة وهي تقدم اولى خطوات استعدادا للانتخابات وتعلن اسماء من وقع عليهم الاختيار ليمثلوا رؤى وفلسفة هذه الاحزاب المؤسف ان ذلك يجري وسط فتور ولا مبالاة في كثير من الاوساط الشعبية التي لم تعد تكترث لما يجري بين الجماعات المتحزبة والمستجيبة لدعوات الانضمام للاحزاب .

هذه الايام تتوالى مؤتمرات الاحزاب الصحفية للاعلان عن اكتمال ترتيبات الخطوة الاولى استعدادا لدخول اختبار العاشر من سبتمبر القادم. فجميع الاحزاب المرخصة انتقلت من وضع الراحات الى وضع التهيوء .

من الواضح ان الاحزاب بذلت جهدا كبيرا في التحشيد والاستقطاب والاختيار والمراجعة .فالاسماء الواردة في القوائم متنوعة وشاملة للاطياف والألوان وفيها اسماء قديمة واخرى جديدة وفيها أشخاص معروفين وآخرين جدد وهي شاملة للاصول والمنابت والاعراق والطوائف والجهات الاربعة وكل الالوان .

الشيء الوحيد الذي ادهشني هو براعة الاحزاب وتنوعها في التقديم والتأخير لاسماء المرشحين في القوائم ففي بعض الاحزاب رتبت الاسماء بطريقة يتقدم فيه الاشخاص من ذوي الخبرة والشهرة على بقية الأسماء في حين عمدت بعض الاحزاب الى العكس بحيث اعطت لاشخاص اقل خبرة وشهرة مكانا متقدما في القوائم واخرت الاكثر شهرة ومعرفة الى مواقع متأخرة بحيث تتلاشى فرصهم في النجاح.

التكتيكيات التي عمدت لها الاحزاب جديدة ومتنوعة فقد عمد بعض الاحزاب الى وضع الاقل شهرة في القائمة الوطنية وعملت على اختيار مرشحيها الاقوى في الدوائر المحلية . كل ذلك من اجل ان يعمل هؤلاء المرشحين على استنهاض اعداد اكبر من الناخبين في الدوائر المحلية وتجيير أصواتهم للقائمة الحزبية.

في قوائم اخرى ظهرت تكتيكات جديدة تشعرك بحجم المنافسة او التباري بين الاحزاب الجديدة على مدى التزامهم بقواعد التقديم والتأخير. فقد اعلن امين عام احد الاحزاب بأنه سيورد اسمه في ذيل قائمة المرشحين عن الحزب . مثل هذا النهج يدفعك لاسترجاع ما تعلمته في قواعد اللغة العربية حول حالات تاخير الفاعل واعرابه في مثل هذه الحالات .

مفاجأت المشهد الانتخابي ليست في ظهور اسماء المرشحين بمقدار ما كانت في اعلان بعض الأسماء المعروفة لعدد من قدامى البرلمانيين عن انهم لن يترشحوا هذه المرة .

عبدالكريم الدغمي وخليل عطية وايمن المجالي صرحوا بصورة بدت مفاجئة لقواعدهم بانهم ستوقفوا عن الترشح ليتركوا المجال لجيل جديد من الشباب .

لم يتوقع احد ان يعلن النائب المخضرم عبدالكريم الدغمي عن انه لن يترشح للمجلس العشرين خصوصا بعد التحاقه غير المتوقع بحزب ارادة والحماس الذي ابداه في حديثه عن الاصلاح او التحديث السياسي كما يحلو للبعض ان يسميه..

اعلان الدغمي المفاجيء فتح شهية البعض للتحليل وقراءة ما وراء هذا القرار . فهذه ليست المرة الأولى التي يتفاجأ الشارع السياسي الاردني في اعلان بعض النواب السابقين عن انهم لن يدخلوا السباق بعدما ظن الجميع بانهم سيستمروا الى ما شاء الله.

في الاردن لا يعني التوقف عن الترشح انسحاب المرشح من الحياة العامة بل ربما نقله او تحويلة من صفوف سلطة الى صفوف سلطة اخرى ويتم ذلك ضمن اجراءات هندسة المشهد العام .

في الانتخابات التي جرت في ٢٠٢٠ لم يدخل عدد من نواب المجلس السابقين السباق لاستعادة مقاعدهم دون وجود اسباب واضحة لذلك فقد تفاجأ الناس باعتذار كل من مصطفى الحمارنة ووفاء بني مصطفى ومصطفى ياغي وعامر البشير وحديثة الخريشة وامجد ال خطاب وعبدالله الخوالدة وخالد البكار وجميل النمري وغيرهم من اعضاء الكتل النيابية عن الترشح .في تلك الأيام اعتقدنا ان هؤلاء النواب اثروا الانتقال الى مجالات عمل اخرى ... ولم يكن مفاجئة لمن يعرف السياسة الاردنية ان عاد معظمهم الى مواقع رسمية كما حدث مع وفاء بني مصطفى وحديثة الخريشة وجميل النمري وخالد البكار وحسين القيسي ومصطفى الحمارنة وخميس عطية وجميل النمري وغيرهم .

المشهد الاردني حامل بالمفاجأت لكن البعض لا يرى في كل ما حدث ويحدث ما هو خارج عن المألوف.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :