في كل حي تقريبا يوجد (بقالة) او اكثر.. وصاحب البقالة عادة مايكون رجلا كبيرا في السن.. لذلك كان من النادر جدا ان تجد احدا منهم لا يعاني من مشاكل صحية خصوصا في النظر والسمع!!
ونظرا لقرب البقالة من المنزل عادة ما يتم ارسال احد الاولاد ليقوم بالشراء.. وعلى سبيل المثال لشراء علبة (رايب) كان يحدث هناك عدة سيناريوهات:
السيناريو الاول: تعطي الولد " ليرة ".. فيذهب للشراء ليعود بعدها معاه علبة
(الرايب) وايضا باقي: (عشرين)..
السيناريو الثاني: تعطي الولد " عشرين ".. فيذهب للشراء ليعود بعدها معاه علبة (الرايب) ولكن لا يوجد معه الا باقي: (ليرة)..
السيناريو الثالث: تعطي الولد فقط ثمن علبة (الرايب).. فيذهب ويعود
لا معاه باقي.. ولا ايضا علبة (الرايب)..
في كل مرة تضطر لاصطحاب (الولد) والعودة مرة اخرى لصاحب البقالة.. وذلك اما لارجاع ماله من نقود.. او لاسترجاع ماعنده من نقود.. او حتى لسؤاله وين علبة (الرايب) ?!.. وفي كل مرة يقوم صاحب البقالة بالاعتراف بخطئه وتبرير الموقف: " بعتبك على النظر والسمع "!! .
هذا الرجل ورغم ان ليس لديه اي نية (للغش) وكذلك معروف عنه (امانته).. الا انه اصبح معروفا بين اهل الحي بأنه: " دغاي "!!
ومعنى " دغاي " للذين يقومون بشراء (الرايب) من المولات هو: (غشاش) او غير صادق في تعامله..
مسألة بيع المشتقات النفطية اصبحت مثل بيع علب (الرايب).. فالحكومة اصبحت تحدد الاسعار لما تسمعه وتشاهده من حركة الشارع..
لذلك اتمنى على معالي وزير الطاقة قبل ان يقوم برفع الاسعار.. ان يسمع جيدا.. وان يشاهد جيدا.. بلاش تلحق " الزلمة " ويقولوا عنك : يا.. دغاي!!.
salehabuarab@yahoo.com
(العرب اليوم)