أجرى الرئيس الأميركي والمرشح الديمقراطي بايدن مقابلة استدراكية مع الإعلامي جورج ستيفانابوليس للحديث عن مناظرته غير الموفقة مع المرشح الجمهوري ترامب ولبيان خططه المستقبلية بشأن الترشح للانتخابات. المقابلة كانت موفقة على عكس المناظرة، وحملت رسائل مهمة وان كانت ليس بالضرورة مقنعة. بايدن يقول إنه كان يعاني من المرض والتعب اثناء المناظرة ما انعكس على أدائه، رغم أن التصريحات متضاربة بينه وبين حملته الانتخابية التي قالت إنه مصاب بالبرد وهو قال أشياء غير ذلك. بايدن يقول أيضا انه كان مشوشا بسبب استمرار ترامب بمقاطعته وبث أكاذيب في حديثه، وفي المحصلة بايدن يصر انه مستمر بالترشح للانتخابات وانه سوف ينتصر على ترامب وبكل قوة، وانه يتحمل المسؤولية وليس أي جهة أخرى حول أدائه بالمناظرة واصفا الحدث بالليلة السيئة عليه وعلى حملته الانتخابية.
الاستطلاعات تشير إلى أن بايدن خسر المناظرة، وأن هناك عددا معتبرا من مناصريه يعتقدون أنه يجب أن لا يستمر أو لا يستطيع أن يكون رئيسا لأربع سنوات أخرى، ولكن أرقامه التنافسية مع المرشح الجمهوري ترامب لم تتأثر بشكل حاد أو مقلق، حيث إن الأرقام تشير لمتوسط من ست نقاط يتفوق فيها ترامب على بايدن باستطلاعات الرأي العام وهذه على اهميتها ليست بالفجوة الكبيرة. أمام الحزب الديمقراطي خياران واضحان؛ اما ترشيح منافس جديد يمثل الحزب الديمقراطي في الانتخابات القادمة وفي هذه الحالة خسارة الديمقراطيين تكاد تكون محسومة، واما استمرار بايدن ومحاولة تحسين الأداء وفي هذه الحالة فرص الفوز موجودة حتى بعد نكسة المناظرة الأولى. ما زال هناك مناظرتان قادمتان وفي هذه المناظرات كل الاحتمالات واردة، فإن تفوق بايدن في القادم من المناظرات سوف يقلب الحسابات من جديد ما سيعطيه أفضليه على ترامب ويعيد الأرقام لصالحه، وهذا أمر وارد وليس ضربا من المستحيل، والارجح ان حملة بايدن في الأيام القادمة سوف تركز على نائبته هاريس وإظهار حيويتها وقدرتها، ليطمئن جمهور الناخبين أن صحة بايدن إن تعثرت فثمة من يستطيع القيادة ويمليء المقعد.
بايدن مصر على الترشح ويعتقد أن لديه سجل إنجازات يؤهله لذلك، وترامب يعتقد العكس تماما، وكلاهما يحاول اقناع جمهور الناخبين برأيه، ولكن ثمة جهات ومراقبين في الديمقراطيات تستطيع ان تفند وبشكل معلوماتي دقيق من الذي قال كلاما صحيحا ومن الذي تحدث بمعلومات مضللة ومنحازة، وهذا أمر في غاية الأهمية يؤثر في سلوك الناخب ويضع الأمور في نصابها المعلوماتي الدقيق. المعلومات مهمة وبقدر اهميتها يأتي الأداء والحضور والشخصية والقدرة على الاقناع، وكلما استطاع مرشح أن يحدد بشكل دقيق ما الذي سيقدمه، وان يكون هذا الوعد واقعيا وليس شعبويا، صوت له الناس ووثقوا بطرحه، وهو ما ستكون عليه محور المناظرات القادمة بين المترشحين بايدن وترامب.
الغد