الوطنية هي العطاء بلا حدود للوطن، والتفاني في الخدمة العامة، وهي تكتنف على اعلاء مفهوم المواطنة بكل تجلياتها القانونية، والدستورية، وهي ليست دافعاً للتعصب، والمغالاة ، وفرض الوصاية على التفكير، والتعبير، والمس بالتعددية.
والوطنية في جانبها الاسمى شعور وطني طاهر ومشترك إزاء الوطن ، وشهدائه، ونظامه السياسي ، ورموزه الوطنية. والاجلال لترابه ، وتاريخه، والاعتزاز بجيشه، وسيادته ، واستقلاله.
وتتجلى عند تبوأ المواقع الرسمية بتغليب الصالح العام على المصالح الفردية، وسيادة روح العطاء ، والانجاز، وعدم التغطية على مواقع الخلل.
وهي الدافع الاكبر للوقوف عند حدود المسؤولية، وخدمة الناس ، وحفظ حقوقهم ، وتكريس مواقع السلطة، والنفوذ في تحقيق العدالة، والمساواة، وان يكون الأداء العام تتعزز فيه منظومة القيم الوطنية السامية من المصداقية و النزاهة، والاستقامة.
وهو ما ينعكس في المزاج العام، ويستجلب مشاعر الرضى للدولة، ومؤسساتها العامة، وبذلك يتعزز الشعور الوطني في المجتمع، وتسود أجواء الارتياح بين الشعب، ومؤسساته الدستورية.
ولا تكون المواقع العامة وسيلة يتوخى من خلالها الحصول على المكتسبات ، وتحقيق الأغراض الشخصية مما يتسبب في نفور العامة ، وتأثر النظام العام.
والدولة الأردنية بغض النظر عن التباين في الطيف السياسي - لاننا كلنا وطنيون ونلتقي على حب هذا الوطن- انما يعلي بنيانها الاذكياء والاكفياء و المخلصين ، واصحاب الخبرة في كل مواقع المسؤولية كي تؤدى الأمانة على وجهها الاكمل، ولكي يصل الاردنيون الى حقوقهم العامة، ويصار الى تطوير حياتهم ، واحداث التنمية لصالح الأجيال الأردنية المتعاقبة.
ونحن نحتاج في مؤسساتنا العامة لزيادة نسبة المسوؤلين الذين لا يخدعهم بريق المناصب ، ومن يخفضوا جناحهم لشعبهم الطيب، ويكون دأبهم التواصل الايجابي مع المجتمع، وابنائه، ويقدمون المبادرات والحلول الريادية، ويسهلون حصول الناس على خدمات الدولة، وتجنيبهم الظلم، ومنع تنامي المشاعر السلبية في المجتمع.
وعسى ان تتعزز المسيرة بالصادقين، والامناء من المسؤولين ممن يتمثلون منظومة القيم الهاشمية، والتي تتبدى في تواضع الملك، وسعة صدره، وعدالته، ومنعه الاقصاء، والاكراه، والمس بالكرامة الادمية، والتي كرسها جلالته في كل حياته، وبذلك تصل المسيرة الخيرة الى مبتغاها ، واهدافها السامية..