facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الوهن .. مرض عضال يصيب الأمة الإسلامية


سالم البادي
09-07-2024 11:25 PM

حرب غزة وخلال تسعة أشهر كشفت للعالم حالة الوهن الذي تعيشه الامة الإسلاميه في هذا العصر المرير ، والذي تسبب باذلال الشعب الفلسطيني من جراء استمرار الحرب الصهيونيه الامريكيه العبثيه المتجردة من كل القيم والمبادىء والاخلاق الإنسانيه، والتي أظهرت وجهها الحقيقي ونواياها الدنيئه الخسيسه الخبيثه والحاقده لشعب غزة وللدول الاسلاميه قاطبة، واظهرت مدى كمية الحقد الدفين ضد شعب اعزل وفقير ومحاصر وجائع وجريح وأسير من خلال استمرار القتل الممنهج للأطفال والنساء والشيوخ واستخدام شتى انواع واشكال الأسلحة المحرمة دوليا وإنسانيا ، مع عدم استطاعة المؤسسات الإنسانية والحقوقية الدولية والمنظمات والهيئات الأمميه بما فيها المحكمة الجنائيه الدولية ومحكمة جرائم الحرب، والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي التي تسيطر عليها جميعها قوى الشر والطغيان والاستبداد والاحتلال الغرب وامريكا التي تدعي برعاية حقوق الإنسان والحريات من وقف المجازر الإنسانيه والابادة الجماعيه وإدخال المساعدات الإنسانية الضروريه للقطاع.

الأمر الذي حدا بنا للتفكير والبحث في أسباب ضعف الامة الإسلاميه ،واسباب التقاعس والخذلان والهوان والصمت المخزي من قبلها ، وغياب دورها الإسلامي والانساني في نصرة أهل غزة ودولة فلسطين بشكل عام والعمل لوقف عملية الإبادة الإنسانيه المروعة بحق المدنيين والابرياء العزل والقتل ، وإنقاذ الشعب الفلسطيني من المجاعة التي تفتك به، والبحث عن أسباب تكالب اعداء الاسلام (الغرب وامريكا والصهاينه).

ترجع أسباب الضعف وتسليط الأعداء على الأمة لعوامل كثيرة منها :

ابتعاد المسلمين عن كتابهم القرآن الكريم وعدم العمل بأوامر المولى عزوجل، واهمال سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وعدم العمل بها.
كذلك حب الدنيا والتعلق بها والركون إليها وكراهية الموت ، والغرور والتمسك بالسلطة والركون إلى الأسباب الدنيويه .

الجهل عاملا مهما وسببا قويا في ضعف الأمه، وتضائل الأهتمام بالعلم يقابله انتشار الجهل بشكل كبير.

إن أعظم الأسباب هو الجهل بالله وبدينه وبالحقائق التي يجب التمسك والأخذ بها مصداقا لقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين.

ومن مخرجات الجهل تفرق وتمزق الأمة واختلافها، وزياده الاقبال على الشهوات الدنيويه ، والابتعاد عن ما أوجبه الله ، وعدم إيثار الآخرة والعمل لأجلها بصدق، لذا ملئت قلوبهم بالعاجلة كما جاء في الآية الكريمة من كتاب الله: {كَلا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ ۝ وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ}[القيامة:٢٠، ٢١].


فقوله ﷺ: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) يدل على أن التفقه في الدين والتعلم يجلب الخير والسعادة للأمة الإسلامية.

فالجهل أصاب الأمة واصبح داء عضال يلتئم جسدها ؛ يميت القلوب ويخفي الشعور ويضعف الأبدان والقوى ،حتى يجعل أهله أشبه بالأنعام لا يهمهم إلا الجري خلف شهوات الدنيا الفانيه.
وقد جاء في الحديث الذي رواه أحمد وغيره بإسناد حسن عن ثوبان رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:
(يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها قيل: يا رسول الله أمن قلة بنا ؟ قال : لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، تنزع المهابة من قلوب عدوكم منكم ويوضع في قلوبكم الوهن قالوا يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت.

وقد وقع هذا الأمر عبر تاريخ الأمة الإسلامية أكثر من مرة، فعندما تداعت الأمم الصليبية إلى غزو الأمة ، ومرة أخرى عند اجتياح التتار العالم الإسلامي.

وتحقق هذا الأمر كذلك نهاية القرن الماضي عندما اتفق الصليبيون واليهود والملاحدة على هدم الخلافة الإسلامية، ثم قسموا الدولة الاسلاميه فيما بينهم ، وأعطوا فلسطين لليهود ، وأصبح المسلمون أضيع من الأيتام على مأدبة اللئام ، ولا تزال قوى الشر والاستبداد والاستعمار إلى يومنا هذا متداعية لتدمير هذه الأمة، وسرقة مقدراتها وخيراتها، ونهب ثرواتها، وإذلال رجالها، والأمة الإسلامية خانعة ذليلة لا تحرك ساكنا لتحرير نفسها، لم تغن عنها كثرتها، غثاء كغثاء السيل، وعلتها كما أخبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: الوهن: حب الدنيا، وكراهية الموت.

فقد سيطر الوهن على كل مفاصل وأركان الأمة الإسلامية ، فجاءهم العقاب من رب العباد فأقعدهم عن طلب المعالي وعن الجهاد في سبيل الله فيخشون أن تفوتهم هذه الدنيا وزخرفها فقال عزوجل فيهم :{ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين}[التوبه:٤٦]

وهؤلاء الصهاينة الطغاة الغزاة الانجاس لا يعجزون الله ، ولكنه تعالى يبتلي ويمتحن عباده الأخيار بالأشرار ؛ ليعلم الصادقين منهم والكاذبين ، وليعلم المجاهدين منهم وليعلم الراغبين في النجاة من غيرههم ، وإلا فهو القادر عزوجل على نصر أوليائه وإهلاك أعدائه من دون حرب ومن دون حاجة إلى جهاد ، كما قال سبحانه وتعالى: {ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ} [محمد:٤].

فالنصر بيد الله سبحانه وتعالى، وهو الناصر لعباده، ولكنه سبحانه أمر الأمة بالأخذ بالأسباب ، وأعظم الأسباب طاعة الله ورسوله ﷺ، ومن طاعة الله ورسوله التعلم والتفقه في الدين حتى تعرف أحكام الله وشريعته وتؤدي فرائض الله وتقف عند حدود، وتقدم الغالي والنفيس من نفسك ومالك في سبيل الله عز وجل، وفي سبيل نصر دين الله وإعلاء كلمته، بعيدا عن القوميات والاحزاب والتكتلات والمصالح السياسية وغيرها.
قال تعالى:{ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:١١] .

لم يذكر الله قريش أو العرب أو طائفه بعينها أو دولة، بل علق الحكم بالإيمان الصادق والعمل الصالح سواء كانوا عربا أو عجما.

والاستخلاف في الأرض ليس معنيا بالقومية العربية ولا غير العربيه ، ولكنه إيمان صادق بالله ورسوله والعمل الصالح ونصر دين الله قال تعالى: {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر }(الحج:٤٠، ٤١).

تكالب اعداء الاسلام منذ ان تم انشاء عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الأولى، وتبلورت عنها الأمم المتحدة كمنظمة دولية تساس الدول كلها من خلالها وتمرر الأهداف الاستعمارية من خلال اجتماعاتها وتحيك المكائد والمؤامرات من جلساتها وقراراتها..

والذي يتبادر للاذهان عند مشاهدة قاعة الأمم المتحدة بشكلها الدائري ونفوذ أعضائها الدائمين واستهدافهم للعالم الاسلامي وتسيسهم كل شؤونها من خلال أروقتها، يكاد يجزم بأنها صورة واقعية لحديث النبي -صلى لله عليه وسلم- الذي يقول فيه "يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها".





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :