نتنياهو يزرع الالغام في طريق المفاوضات
كمال زكارنة
09-07-2024 10:29 AM
كل المؤشرات والمعطيات الحالية تؤكد ان نتنياهو لن يسمح بالتوصل لاتفاق حول صفقة التبادل، هو وزمرته الفاشية العنصرية في الحكومة اليمينية المتطرفة.
اما الشروط التي وضعها بنيامين نتنياهو للصفقة قبل الشروع بالمفاوضات، فهي إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يجب أن يتيح لإسرائيل مواصلة القتال حتى تتحقق أهداف الحرب.
وأن الاتفاق يجب أن يمنع تهريب الأسلحة إلى حماس عبر الحدود بين غزة ومصر، ويجب ألا يسمح الاتفاق لآلاف المسلحين الفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة.
ان اي شرط من هذه الشروط الثلاثة وغيرها، كفيل بنسف كل الجهود التي يبذلها الوسطاء من اجل وقف الحرب وتبادل الاسرى.
هذه هي الغام نتنياهو، التي زرعها بالتعاون مع جناحيه، بن غقير وسموتريتش، حرصا منهم على افشال محاولات التوصل الى اتفاق حول صفقة التبادل، علما بان نتنياهو لا يستطيع رفض اي طلب لهما او لاحدهما، خوفا من انسحابهما او انسحاب احدهما من الحكومة واسقاطها، ومن ثم موت نتنياهو سياسيا وسلطويا، وقضاء ما تبقى من عمره في السجون والمعتقلات.
لكن نتنياهو لن يفجر الالغام التي زرعها قبل نهاية الشهر الحالي، اي قبل القاء خطابه المنتظر امام الكونغرس الامريكي، الذي سيحرض خلاله الناخبين الاميركيين على التصويت لصالح ترامب، وسوف يهاجم بايدن بقوة، وعندما يعود من هناك الى الكيان، قد يطيح بوزير دفاعه غالانت، وربما يجري تعديلات كثيرة على القيادات العسكرية والسياسية والامنية في حكومته، وقد يفجر العديد من الالغام.
الضغط الداخلي الاسرائيلي يبقى السمة الابزر، والعامل الاهم،خلال الايام والاسابيع القادمة، لكن هذا الضغط الجماهيري الكثيف، يجب ان يكون اكثر تنظيما ، وان يفرز قيادة معارضة سياسية ،تستطيع ان تحمل مطالب المعارضة في الشارع الى مؤسسات الكيان، مثل الكنيست والوزارات والمؤسسات الاخرى، وان تطرحها بقوة وتدافع عنها، وتحاول فرضها، قيادة تملك القوة والارادة والتأييد الشعبي، بما يمكنها من الوقوف والصمود في وجه نتنياهو وزبانيته، والاطاحة به ، او على الاقل فرض موعد لانتخابات مبكرة جديدة تبعد نتنياهو عن الحكم.
يعتقد نتنياهو ان موافقة المقاومة على بعض التعديلات الاضافية لمقترح صفقة التبادل، جاء نتيجة ضعف المقاومة، وبسبب الضغط العسكري الاسرائيلي على منطقة رفح.
هذا الاعتقاد يؤكد مرة اخرى غباء نتنياهو، لان المقاومة حشرته في الزاوية ، واظهرت امام العالم وامام الجمهور الاسرائيلي ، انه مأزوم جدا ومهزوم، ويتصرف بانفعال شديد دون تفكير ودون اية حسابات للنتائج.
وكل من يراقب ويتابع الاحداث ومجريات المعارك على الارض في قطاع غزة، يعرف ان اداء المقاومة في تحسن مستمر، وان ضرباتها للجيش الاسرائيلي المحتل، اصبحت اكثر قوة وتأثيرا.
حكومة نتنياهو تخسر في الداخل الاسرائيلي وفي العالم، وهناك متغيرات دراماتيكية في اوروبا،بعد فوز حزب العمال البريطاني، واليسار الفرنسي الذي اعلن رئيسه فور اعلان النتائج ان الاعتراف بالدولة الفلسطينية امرا ضروريا، وسياسة حزب العمال البريطاني تأخذ نفس المنحى تقريبا.
جهود المفاوضات المتعلقة بصفقة التبادل سوف تراوح مكانها، ولن تحرز اي تقدم بسبب عراقيل والغام نتنياهو، لكنها سوف تستمر حتى بداية الشهر المقبل دون احراز تقدم يذكر، وحتى ذلك الحين سوف تظهر مستجدات اخرى جديدة.