قد يتبادر إلى ذهنك عزيزتي وعزيزي القارئ أن المقصود في السياحة هو زيارة الاماكن والمرافق السياحية و التاريخية، ولكن ما ارمي إليه مشابه في بعض الحيثيات ومختلف في المضمون والعائد على السائحين ولأضع النقاط على الحروف انا اتكلم عن السياحة الحزبية التي يجبر على فعلها بعض الشباب المتعطش لخوض غمار الحياة الحزبية.
قلت يجبر لأنه من البديهي جدا ان البقاء في مكان واحد فقط ومناسب، يوفر الكثير من الوقت والجهد بعكس التنقل من مكان لآخر سعيا للاستقرار أو لإيجاد معالم طريق واضحة وشفافة يسعون فيها نحو الهدف السامي من تواجدهم في الأحزاب السياسية كأحد المؤمنين والمدافعين عن مبادئه وتطلعاته وبرامجه وأهدافه.
سوف أسرد لحضراتكم مما سمعت على أنها اهم الأسباب التي دعت إليها الحاجة لهذه السياحة بين أوساط الشباب المتعطش.
اولا: هناك من رأى أن النسخ واللصق هو حال البرامج والمبادئ التي سطرت كتابيا في صفحات النظام الأساسي والداخلي لبعض الأحزاب مما أصاب بعض الشباب بحالة من الفصام بين ما يمارس على أرض الواقع وما تم تمجيده في سطور إنشائية ليزين صفحات الكتيب التعريفي عن الحزب ومبادئه ورسالته على سبيل المثال (الديمغراطية) قاصداً كتابتها بهذه الطريقة الاسقاطية.
ثانيا: الأحزاب التي تدار من مطبخها ذو النجوم الخمس الخاص ويقوم باستخدام أعضاءه كأحجار على رقعة الشطرنج ليس هذا فقط بل يحاول جاهداً إقناع أعضاءه أن هذا هو ما يردونه الاعضاء في قرارة أنفسهم ضمنيا وحقيقيا لكنهم ولجهلهم وقلت خبراتهم لم يعلموا ذلك حينها، فيقرر لأجل مصلحتهم بعض المسؤولين السابقين أن يرسموا خطوط المسير توفيرا للجهد والوقت واحيانا المال طالما هم من يقومون ب رَيّ الحزب اقتصاديا.
سوف اترك ثالثا ورابعا لكم لحين مقالي القادم وما سأضيف عليه، ولكن ماذا لو كان بعضكم في مكانهم والحال كما في السببين الذي ذكرتهما هل سوف ترى بديلا اجمل وافضل من السياحة الحزبية ؟!..