الوسط المحافظ .. لنتكاتف لإنقاذ وإنفاذ التجربة!
د.طلال طلب الشرفات
08-07-2024 07:00 PM
سنتكاتف مع قوائم الوسط المحافظ ومرشحيه في الدوائر المحلية رغم أنوفنا؛ لأن البديل هو انتكاسة مدوّية، وألم عميق ينكأ الجرح، ويحيل الوسط إلى ساحة استباحة لقوى اليمين واليسار السياسيين، وهذا ما لا نريده ولا نرجوه، وسنقاتل بكل ما أوتينا من جهد لدعم قوى الوسط التي نخالفها أسلوب العمل التنظيمي ومعايير الاختيار، ولكننا نشاطرها الرؤى والأهداف والثوابت الوطنية القائمة على احترام مضامين الدستور الحقيقية، ومقاومة محاولات تغريب المجتمع وتفكيك قيمه الراسخة، وترسيخ الهوية الوطنية الأردنية، والإخلاص المتين لمؤسسة العرش.
بإعلان قوائم الوسط المحافظ يكون السيف قد سبق العذل، وتنهض معها مسؤولياتنا الوطنية للعمل الجادّ لحشد الناخبين لاختيار قوائم الوسط ومرشحيه في مجلس النواب؛ على أن تؤجل الدعوات الصاخبة للمساءلة والمراجعة والتقريع والمحاسبة إلى ما بعد إعلان النتائج، وتأجيل مظاهر الحرد التنظيمي والشخصي إلى ما بعد المخاض الانتخابي، ولعل هذه الظاهرة طبيعية في مجتمع اعتاد الأنا، وما زال حديثاً على ولوج العمل البرامجي التشاركي المرتكز أساساً على إنكار الذَّات.
مخرجات القوائم في أحزاب الوسط شبه طبيعية ومعقولة في ظل أحزاب يقودها حديثو العهد في العمل الحزبي والتنظيمي، ولا يمكن أن نتوقع منهم أكثر من ذلك، ومطلوب منهم ان يتحملوا المسؤولية الوطنية والحزبية على سوء اختيارهم إذا فشلوا في الدَّفع بعدد معقول من مرشحيهم إلى محراب الأمة. والرهان -حينذاك- معقود على كوادر الحزب -أي حزب- في وجوب اقتلاعهم بالأساليب الديمقراطية إن فشلوا، أو الثَّناء عليهم وتجديد الثِّقة بهم حال نجاحهم في مسعاهم.
مهما كانت قناعتنا بمرشحي الوسط المحافظ إلا أنهم الأقرب لقناعاتنا الوطنية، ولا نقبل أن يكون جمهور المحافظين نهباً للقوى الأخرى، ولا يليق بالكوادر الحزبية لأحزاب الوسط ممارسة الثَّأر الشخصي أو السِّياسي حيال هؤلاء المرشحين، وفي أسوأ الظروف قد يكون مقبولاً جزئياً التصويت لأحزاب أخرى في ذات المساحة من الوسط السياسي الوطني، وبدون ذلك نكون قد مارسنا أساليب الانتقام الذاتي الذي سيغير وجه المجتمع وقيمه وثوابته السياسية الراسخة إلى الأسوأ - لا قدّر الله-.
من جهتي، سأصوت لحزب الميثاق الوطني رغم أنني لم أعد عضواً فيه، وكل الانتقادات التي أوسعتهم بها نصحاً، وصرخاتي التي أصمّوا آذانهم عنها كبراً وتجبّراً، والمنطلقة دوماً من غيرتي الوطنية الباسقة التي تريد لهذا الحزب أن يكون الذِّراع الأمين لقوى الموالاة في إسناد الدولة بمضامين الوعي، ولكني آثرت وقتها الخروج؛ لأسباب تتعلق بأسلوب العمل لا النهج والهدف، ورغبت أن أفسح المجال لقيادة الحزب لتعمل بهدوء في مهامّها، وتلك دعوة لكل جماهير الوسط المحافظ إلى المشاركة بكثافة في الاستحقاق الديمقراطي الوطني؛ حماية لوطننا، وإنجاحاً لمسيرة التَّحديث والإصلاح التي أطلقها جلالة الملك، وليكن شعارنا "إذا اختلطت عليك الرغبات في أمر؛ فخالف هواك" نعم خالف هواك من أجل الوطن والفقراء والشهداء والبناة الأوائل.
على كوادر الأحزاب في الميثاق الوطني، وإرادة، وتقدم، ونماء، والاتحاد الوطني وغيرها ونشطائها وجماهير الوسط المحافظ أن يعصبوا الجرح -إن وجد-، وينتصروا للوطن، ويدفعوا بكل قوتهم خلف مرشحي أحزاب الوسط؛ حتى إذا ألقت الانتخابات رحالها يكون لكلِ حدث حديث.
عاش الأردن حرّاً عزيزاً مهاباً تحفظه عناية الرحمن.