من "جرش" إلى غزّة .. وبالعكس
طلعت شناعة
08-07-2024 10:05 AM
لم اذهب الى " غزّة" ولم ارها الاّ من خلال صور العدوان والمقاومة الباسلة.
شاءت الاقدار ان التقي عددا من ابناء قطاع غزة خلال دراستي الجامعية في مصر اوائل الثمانينات.
سكنتُ معهم واقتسمتُ معهم الزاد ولسعتني " الدّقّة" و"الشطّة" التي يفضلونها في طعامهم.
كانوا يحدثونني عن معاناتهم الطويلة مع الاحتلال.
كان معي شباب من غزة ودير البلح وخان يونس والشجاعبة وغيرها.
كنا نقرا ذات الكتب ونتحدث في الفن والسياسة وهموم الحياة وتطلعاتهم.
وافترقنا..
وها هو مهرجان جرش يعيدنا اليهم عبر فعالياته الجادة. ومن خلال ندوة استحضار روح شاعرنا محمود درويش وغناء مارسيل خليفة وسناء موسى وفرقة "صول" القادمة من قلب الحدث من تحت الركام والبيوت التي هدمها الاحتلال، وغناء الفنان حمزة نمرة وغيره.
سوف تكون غزة حاضرة في شارع الاعمدة وفعاليات المسرح الشمالي والساحة الرئيسية ومعارض الفنانين التشكيليبن والحرف اليدوية وعشرات الامسيات الشعرية التي ستقام في العاصمة عمّان والمدن الأردنية.
ستكون غزة ومعاناة أهلها في وجدان وكلمات وقصائد المشاركين العرب وبالطبع الفنانين الاردنيين.
انه " جرش" هذا المهرجان الذي لم تغب عنه عذابات أهلنا في فلسطين عبر تاريخه الطويل.
هذا دورنا مثقفين و مبدعين و مواطنين اعتدنا ان نكون معهم لنتصدى باللحن والقصيدة والاحساس لكيد المعتدين.
ستكون احتفالية جماهيرية في كل اروقة المدينة الأثرية العتيق.
غزّة ومعاناة أهلها معنا
هنا في القلب
وكما هي فلسطين دوما.. ودائما.. !